الائتلاف يعيد ترتيب بيته الداخلي.. هل هي مقدمة لترتيبات على صعيد الداخل والعملية السياسية؟
محللون: أمام الائتلاف معطيات إقليمية ودولية مواتية للتغيير والأهم هو إصلاح الآداء وأن يتواجد في الداخل
بصرف النظر عن التسميات التي أطلقت على التطورات الأخيرة التي أجراها الائتلاف بخصوص بنيته سواء كانت تغييرا أم إصلاحا، فهي دون شك ترتيبات جديدة، قد يؤدي تطبيق الوعود المرافقة هلا إلى الحديث بأن ماجرى فرضته متطلبات المرحلة.
عناوين المرحلة التي وصلت إليها القضية السورية ليست معزولة عن السياق العام محليا وإقليميا ودوليا وقد يكون السوريون آخر اللاعبين فيها كما يتحدث بعضهم، ولكن من جهة أخرى ما ذا لو توافرت متطلبات وعوامل القوة؟ هل نستطيع القول إننا نسير في هذا الاتجاه؟
ظلال من الشك
ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمود عثمان أن الطريقة التي تمت بها عملية الإصلاح تلقي بظلال من الشك حول جدواها مشيرا إلى وجود أياد من خارج الائتلاف كان لها دور فيما حصل لأنها تريد كما يبدو جعل الائتلاف متجانسا لكي يتم تمرير قرارات بسلاسة.
وقال إن ماتم هو هندسة جديدة للمؤسسة التي وصلت إلى مرحلة من عدم الاهتمام الشعبي لا تحسد عليها مشيرا إلى أن التغيير يكون بتغيير الآداء أكثر منه تغيير الأشخاص، لأن الائتلاف هو مجموعة من القوى وليس بالضرورة أن تكون متجانسة بل متعددة الآراء.
وأضاف أن الأهم في الإصلاح هو أن يكون الإئتلاف موجودا في الداخل والوقوف على مصالح الأهالي عن كثب، مشيرا إلى أن الائتلاف لم ينجز حتى الآن منجزات حقيقية تجعل المواطن السوري يقتنع بما يقوم به.
واستبعد محمد السكّري الباحث المختص بالشأن السوري أن يكون الائتلاف بالاساس مرتبطا بالعملية السياسية وقال إنها مرتبطة أكثر بمواقف قوى إقليمية ودولية.
وأضاف أن من أهداف الإصلاحات في الائتلاف كما يبدو إعادة اللاجئين وتخفيف عبء الملف عن تركيا وذلك من خلال تهيئة ظروف في الداخل يرعاها الائتلاف.
وأضاف أن الائتلاف لديه فرصة حقيقية لتعزيز وجوده محليا ودوليا، وأن يستفيد من التطورات بازاحة الشخصيات التقليدية واستقطاب كفاءات من الشباب منتقدا حديث سالم المسلط عن الائتلاف المتجانس.
مطالب شعبية
وأكد الائتلاف في أحدث بيان أصدره حول التغيرات الأخيرة في بنيته أن الإجراءات التي يقوم بها كانت نتيجة ضغوط شعبية لمسها الائتلاف من جولاته التشاورية في المناطق المحررة، مع مختلف التجمعات والتكتلات الثورية والمدنية وتقاطعت مع رغبة حقيقية داخل الائتلاف لإنجاز هذه العملية.
ومن جانبه قال سالم المسلط رئيس الائتلاف في مؤتمر صحفي في اسطنبول إنه بصدد القيام بجولة ضمن المناطق المحررة بهدف التشاور بخصوص توسعة الائتلاف وتجديد دمائه عبر ضم ممثلين عن كيانات وتكتلات فاعلة في المناطق المحررة ومجالس محلية ونقابات ومنظمات، إضافة إلى تعزيز وجود الشباب والنساء ضمن صفوفه.
الإصلاح والعملية السياسية
وأكد المسلط أهمية الإصلاح في الائتلاف في تفعيل العملية السياسية، وقال إن هذه العملية فُرغت ضمن قوالب عقيمة لم تنتج لنا ولا أي تقدم حتى الآن على أي صعيد، وسمحت للنظام بالتهرب من استحقاقاتها وعرقلته لكل ما يطرح فيها منتقدا مبادرة المبعوث الأممي غير بيدرسون الخطوة بخطوة”.
وقبل أيام أصدر المسلط قراراً بإقالة 14 من أعضاء الائتلاف، واستبدال ممثلي المجالس المحلية في محافظات إدلب وحلب والرقة ودير الزور.