على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا.. هل تغير التوجه الدولي إزاء القضية السورية؟
محللون: الغزو الروسي غير موازين القوى الفاعلة على الأرض ما يعني تغيرات قادمة بالنسبة لسوريا
إذا كانت تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا لم تأت على أسس النظام العالمي حتى الآن، إلا أن النزاع الغربي الروسي المحتدم جعل المواقف الدولية مكشوفة أكثر، لجهة اختلاف التعامل مع القضايا الدولية.
جملة المواقف الدولية في المدة الأخيرة أعطت مؤشرات على ما رسمته القوى الكبرى لسوريا، إذ أن الاتفاقيات والتفاهمات الدولية إزاء القضايا الساخنة غالبا تبقى طي الكتمان ويكشف عنها بعد عقود فما الذي خطط للقضية السورية دوليا؟
موازين قوى
ورأى الأكاديمي والباحث السياسي د. فايز قنطار الغزو الروسي لأوكرانيا غير موازين القوى الفاعلة على الأرض ما يعني تغيرات قادمة، وقال إن سماح المجتمع الدولي لبوتين بتدمير سوريا دون تدخل دفعه لغزو أوكرانيا.
ورجح قنطار أن يشهد الموقف الغربي منعطفا إزاء القضية السورية لأن المعطيات اختلفت وعلاقة اللاعبين في سوريا مع بعضهم اختلفت، وقال إن الولايات المتحدة ستعيد النظر بسياستها السابقة التي تمحورت حول إدارة الأزمة وليس حلها.
وأضاف قنطار يجب علينا كسوريين أن لا ننتظر توجهات أو تغيرات في المواقف الدولية بل علينا أن نعيد ترتيب صفوفنا والالتفاف حول برنامج سياسي وطني، وإسماع صوتنا للعالم والدفع باتجاه التغيير الحقيقي.
أوضاع متحركة
وقال الكاتب والصحفي حافظ قرقوط إنه من المبكر الحكم على بعض التصريحات لأن الأوضاع في أوكرانيا متحركة والروس يخسرون بشكل مستمر، مشيرا إلى أنه لا يوجد تنازل لروسيا في الملف السوري حتى الآن.
وأضاف قرقوط أن مابعد أوكرانيا ليس كما قبلها بالنسبة لروسيا إذ أنها تكبدت خسائر كبيرة وعلى الصعيد الاقتصادي فإن أثر العقوبات سيكون شديدا عليها وهو ما سيظهر في مراحل لاحقة.
مواقف غير متغيرة
وبعيد الغزو الروسي لأوكرانيا سارعت الولايات المتحدة إلى جمع عدد من الدول الصديقة للشعب السوري في واشنطن في اجتماع خرج بعده نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش ليؤكد الاستمرار في عمل اللجنة الدستورية ومبادرة المبعوث الأممي غير بيدرسون خطوة بخطوة”.
الموقف ذاته حمله بيدرسون الذي شارك في اجتماع واشنطن إلى أنطاليا في تركيا حيث التقى فيها وزير الخارجية الروسي الذي أكد بدوره دعم عمل اللجنة الدستورية وتطبيق القرار 2254.
وبموازة ذلك أطلقت سفارة الولايات المتحدة بدمشق ما أسمته بشهر محاسبة النظام وقال غولدريتش بعد انتهائه أنه تم دعم الأصوات السورية التي تسعى إلى تحقيق العدالة، وسلّطنا الضوءَ على الجهود الأميركية والدولية لتعزيز المساءلة عن تجاوزات وانتهاكاتِ حقوقِ الإنسان في سوريا.
وعلى الرغم من تصريحات المسؤولين الغربيين وبينهم جوزيف بوريل مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بأن ما فعله الروس في أوكرانيا يماثل ما فعلوه في سوريا، إلا أنه لم تظهر معالم تغيرات بقدر ما أعلنت مواقف أكدت التوجه السابق إزاء القضية السورية.
راديو الكل – فؤاد عزام