ماريوبل تشبه حلب والأسد لن يفلت من العقاب وماذا بعد.. هل تفتح ملفات المحاسبة ؟
محللون: حديث الغرب عن محاسبة النظام جدي.. واحتمالات تنفيذه مرهونة بنشاط المعارضة
أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا للذاكرة الأممية تفعيل الحديث عن ملفات الحرب التي شنتها روسيا في سوريا بمشاركة نظام الأسد أحد أدواتها المستخدمة، وتحدث مسؤولون دوليون عن التشابه في الحالتين الأوكرانية والسورية.
إعادة الحديث عن تلك الملفات، تركز من باب الإدانة الدولية لما تفعله روسيا في أوكرانيا باستحضار قسم منها ولا سيما المتعلق بالجرائم المرتكبة في سوريا، فهل تفتح ملفات محاسبة نظام الأسد كجزء من الضغوط التي تمارس على روسيا؟
خطأ الغرب
وقال د. زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني إن المجتمع الدولي وقف بشكل واضح ضد الغزو الروسي والنظام ربط نفسه بالروس وبدأت أصوات غربية ترتفع بأن التراخي مع الروس في سوريا تسبب بغزوهم لروسيا، مشيرا إلى أن الغرب شعر الآن بخطئه إزاء تعامله مع الملفات السورية.
وأضاف ملاحفجي أنه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا تغيرت نظرة الغرب للملفات السورية، مشيرا إلى أن الضغوط على بشار الأسد هي جزء من الضغوط على بوتين.
جدية في المحاسبة
وقال وسيم أبو الحسن رئيس تحرير بولندا بالعربي إن التركيز الغربي على أن ماحدث في سوريا يتكرر الآن في أوكرانيا، يعكس الجدية في محاسبة النظام، ولكن هذا لن يحدث منفردا ودون تحرك المعارضة وتكثيف نشاطاتها.
وقال إن أي حراك من جانب المعارضة سيلقى تجاوبا من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن هناك فرصة متاحة الآن إذ إن صورة ماحدث في أوكرانيا ومن بينها اللاجئين وتدمير المدن قربت الصورة للشارع الأوروبي وأيضا للدبلوماسيين لحقيقة ماحدث في سوريا.
ماريوبول وحلب
وأكدت منظمة العفو الدولية “أمنستي” أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا هو “تكرار” للحرب في سوريا، مشبّهة ماريوبول بحلب التي دمرت روسيا معظم البنى التحتية المدنية ومساكن والمدارس فيها.
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، كان أكد إن “روسيا تلجأ لتدمير المدن كما فعلت في حلب” في حين قال الرئيس الأوكراني إن “ما يحدث في ماريوبول يشبه إلى حد بعيد ما فعلته روسيا في سوريا بشكل عام”.
وعربيا انتقد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في منتدى الدوحة طريقة تفاعل المجتمع الدولي في الحالتين الأوكرانية والسورية وقال ردا على تصريحات بوريل إن طرق معالجة الأزمتين كانت مختلفة تماما..
وأكدت تقارير غربية أن 90% من البنى التحتية في ماريوبول للدمار بسبب القصف الروسي الذي خطط له الجنرال “ميخائيل ميزينتزيف” وهو بحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية كان قاد عملية تدمير أحياء حلب الشرقية بين 2015 – 2016.
وكانت سفارة الولايات المتحدة في سوريا أطلقت على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا حملة باسم شهر محاسبة النظام من خلال منشورات بدأت بوضعها على صفحتها إذ أشارت في آخر تعليق لها أمس إلى أن سياستها تجاه بشار الأسد لم تتغير فهو قام بذبح شعبه وانخرط بأعمال عنف لا تمييزية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السوريين.