اللجنة الدستورية بشروط موسكو.. لماذا تلوح روسيا بالحل العسكري؟

بعد حوالي السنتين والنصف على إعلان تشكيل اللجنة الدستورية وافق الروس على وضع جدول أعمال للجولة السابعة ومناقشة مبادئ دستورية، ولكن دون أن تتجاوز حدود المناقشة، إذ فشلت هذه الجولة كسابقاتها في الوصول إلى نتائج.

وعلى الرغم من ذلك فإن روسيا تصر على الاستمرار في عمل اللجنة إذ أعلن نائب مندوبها روسيا في الأمم المتحدة بما يشبه التهديدات بأن لا بديل عن التسوية السياسية القائمة، وفي نفس الوقت فإن الحل هو شن عملية عسكرية بلا هوادة في إدلب، ملوحا بوقف قرار تمديد المساعدات 2585.

تحجيم دور روسيا

ورأى عبد المجيد بركات أمين سر الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني السوري ومنسق فريق عمل متابعة قانون قيصر في الائتلاف أن المعارضة تعمل على الضغط من أجل فتح سلال أخرى وليس فقط اللجنة الدستورية.

وقال بركات إن الملف السوري سيكون مدخلا كما يبدو لتحجيم دور روسيا في سوريا، وهذا ما تعكسه جدية الولايات المتحدة والغرب في السير باللجنة الدستورية والتسوية، وهو ما يفسر تلويح الروس بعمل عسكري.

وأضاف أن الملف الأوكراني قد يعيد الغرب إلى الملف السوري من باب سياسي وليس إنساني، مشيرا إلى أن ما طرح سابقا كان يندرج في إطار إدارة الأزمة وليس حلها، وأن الروس يدركون ذلك ولهذا يصعدون عسكريا من خلال التصريحات.

روسيا والدور المتضائل

وقال الكاتب والصحفي قحطان شرقي إن روسيا اليوم ليست كما كانت عليه سابقا بعد غرقها في المستنقع الأوكراني، وموقفها سيكون في إطار إعلامي ومجرد تصريحات سياسية ولا تأثير له على التطورات.

وأضاف شرقي أن بحث مصطلح ما يسمى برموز الدولة يشكل استهتارا بالمعارضة والمجتمع الدولي ولا سيما علم الدولة الذي قتل تحته مئات آلاف السوريين، مشيرا إلى أن اللجنة الدستورية هي فاشلة وأي جولات أخرى لن تحقق شيئ.

الجولة السابعة

وألغى المبعوث الأممي غير بيدرسون، مؤتمرا صحفيا كان مقررا عقده في ختام الجولة السابعة للجنة الدستورية وأصدر مكتبه بيانا أشار فيه إلى امتناع بعضهم عن الموافقة على تنقيح نصوص مقدمة.

مصادر المعارضة أكدت أن النظام تمسك بمقترحاته ولم يقبل التعديل عليها”.​​​​​​​

وقالت عضو وفد المجتمع المدني المحسوبة على النظام ميس كريدي إن القضايا المطروحة لا تحمل اختلافا سياسيا وإنما وطنيا”.

و بحسب بيدرسون فقد تم مناقشة مبادئ دستورية هي أساسيات الحكم ومهام السلطات العامة قدمتها المعارضة، وهوية الدولة قدمها المجتمع المدني، ورموز الدولة قدمها النظام.

وبموازاة ذلك أعلن نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي أنه “لا يوجد بديل عن عملية التسوية دون فرض مواعيد نهائية.

المسؤول الروسي أشار بنفس الوقت إلى أن الحل يكمن في شن معركة لا هوادة فيها ضد هيئة تحرير الشام وداعش، ووقف المساعدات وإنهاء الوجود العسكري غير الشرعي في سوريا، ووقف الضربات الجوية الإسرائيلية متهماً الدول الغربية بأنها “تستخدم الإرهابيين وتستغلهم لأهدافها الخاصة”.