أعضاء لجنة صياغة الدستور يختلفون على العلم والنشيد الوطني
كشفت وثائق تسربت عن مداولات الجولة السابعة للجنة صياغة الدستور التي انهت أعمالها الجمعة عن إصرار وفد النظام على التمسك بعلمه ونشيده وشعاره وبأن أي مساس بنظام الحكم السياسي القائم يعد خيانة عظمى.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن إحدى الوثائق التي طرحها رئيس وفد النظام أحمد الكزبري تؤكد رفضه أية نقاشات أو مقترحات مقدّمة من المعارضة أو المجتمع المدني لتعديل مبدأ رموز الدولة وهو أحد أساسيات الدستور التي تمت مناقشتها.
وقال الكزبري في وثيقة قدمها إن رموز الجمهورية العربية السورية قيماً وطنية عليا وحضارية راسخة، وتعبّر عن تاريخها وتراثها ووحدتها، وهي كلٌّ غير قابل للتعديل: علم الجمهورية العربية السورية، نشيد حماة الديار، اللغة العربية هي اللغة الرسمية، الليرة السورية هي عملة رسمية، وشعار سوريا.
وجاء في وثيقة أخرى للكزبري أن المساس بنظام الحكم السياسي، عبر استخدام القوة أو بالتهديد بها أو التحريض عليها أو التشجيع على العدوان على أراضي الدولة والتواصل مع جهات معادية والتعامل مع أي طرف خارجي، بأي طريقة تضرّ بالمصالح الوطنية، يُدان بتهمة الخيانة العظمى.
وطرح الكزبري في وثيقة ثالثة: يجرّم القانون كل من يدعو إلى تكريس الهويّات دون الوطنية التي تمسّ بوحدة المجتمع وأمنه، ويصون الدستور التنوّع الثقافي في إطار الوحدة الوطنية لافتاً إلى أن المسّ بالجيش جريمة يعاقب عليها القانون.
ومن جانبه قدمت المعارضة وثيقة تخص رموز الدولة أكد فيها أن العلم السوري تعرض للتبديل والتعديل مرات عدة عبر التاريخ، بسبب أحداث أو تغييرات في الدولة، كانت بنظر المعنيين تستدعي تغيّر العلم أو تعديله أو العودة لاعتماد علم استعمل غيره بدلاً عنه لسبب يتعلق بسياق الأحداث التاريخية.
وأضافت المعارضة في وثيقتها: نحن في سوريا الآن لدينا علمان من سلسلة أعلامنا التاريخية معتمدان لدى ملايين السوريين، فريق يرى أن علم الاستقلال يمثله (22/2/1932) وفريق يرى أن علم الوحدة يمثله (1/1/1958) اعتمده (الرئيس المصري) جمال عبد الناصر.
وقالت في تقديرنا، أن الثورة التي انطلقت بمظاهرات سلمية منذ مارس (آذار) 2011، تطوّرت أحداثها لما نعلمه جميعاً، هذه الأحداث والظروف جديرة بأن تكون سبباً في طرح مسألة تغيير العلم من جديد لدى ما يزيد على نصف تعداد الشعب السوري.
وأضافت أنه بالعودة والنظر لسياقات الدساتير السورية، نجد أن العلم والشعار والنشيد أُحيلوا لقانون خاص يبينهم مشيرة إلى أن السوريين يمرون بمرحلة تاريخية تستدعي التغيير، وكما هو مقرر تاريخاً وواقعاً فليس من دستور يبقى على حاله، بل يتغير بتغيّر ظروف العقد الاجتماعي الذي أنشأه أصلاً. ونحن بلا شك أمام صناعة عقد اجتماعي جديد.
وفشلت الجولة السابعة للجنة صياغة الدستور كسابقاتها في تحقيق أي نتيجة، وأي تفاهمات، وألغى المبعوث الأممي غير بيدرسن ورئيس وفد المعارضة في اللجنة الدستورية هادي البحرة، مؤتمراً صحافياً كان مقرراً أول أمس الجمعة في ختام أعمال الجولة.