الأزمة الأوكرانية إلى تصاعد والنووي الإيراني إلى حلحلة كيف تنعكس التطورات على القضية السورية ؟
محللون: إيران باتت الأقوى في سوريا وتمسك بالقرار في ظل انشغال الروس بالأزمة الأوكرانية
إذا كانت المواجهة الغربية مع روسيا قد تؤثر على التنسيق بينها وبين إسرائيل في سوريا بنظر بعضهم، فإن الاتفاق النووي الإيراني المتوقع من شأنه أن يعيد ترسيم خريطة مصالح عدة دول في المنطقة يرجح أن يكون اللقاء الثلاثي بين السيسي وبينيت وبن زايد في شرم الشيخ بعث برسالة بهذا المعنى.
وقد ينعكس احتمال نجاح الغرب بإضعاف روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية مباشرة على القضية السورية، ومن جهة أخرى فإن إيران عدا عن كونها مستفيدة من ذلك تضيف إلى رصيدها في سوريا اتفاقا نوويا يجعلها ممسكة أكثر بقرار النظام خاصة أنها أفشلت سابقا نتائج اختبار إماراتي أردني للنظام بأن الحديث مع “بشار الإيراني ” يجب أن يمر من خلالها.
إيران تتنفس الصعداء
وبدأت إيران كما يبدو تتنفس الصعداء بسبب قرب الإفراج عن الاتفاق النووي، بشروط تجعل ذراعها المتمدد في المنطقة أي الحرس الثوري يكتسب شرعية في دول عربية، من بينها سوريا، ومستفيدة من خنق الغرب لنفط روسيا، الذي يفسح المجال لنفطها بالتدفق إلى الأسواق.
الروس وإن أكدوا لإسرائيل استمرار تنسيقهم معها في سوريا، إلا أن حربهم على أوكرانيا باتت تأكل من جسدهم الاقتصادي وتضعف وجودهم خارج حميميم وطرطوس المستنفرتين كقاعدتي إسناد لقواتها المقاتلة في أوكرانيا، ما يعطي مجالا لإيران لملء الفراغ.
حلف جديد
هذا المشهد يؤكده توتر خليجي ببعده الإماراتي الذي سارع لحشد ما يشبه حلفا قد يتبلور من خلال لقاء ثلاثي عقد في شرم الشيخ وجمع ولي عهد الإمارات محمد بن زايد برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سبقه فتح الإمارات أبوابها أمام بشار الأسد
تطورات في المشهد الإقليمي والدولي ستنعكس بشكل أو بآخر على القضية السورية، ولكن كيف وما الاحتمالات في ظل استمرار الأحداث المحيطة ولا سيما الحرب الروسية في أوكرانيا..
ورأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله زيزان أن إخراج إيران من سوريا أو فك ارتباطها بالنظام ليس بالأمر السهل فهي تمكنت من البلاد، ولكن بإمكان الدول العربية استثمار ما يحدث في أوكرانيا وما أوجده من تغيرات لتغيير المعادلة.
إيران تسد الفراغ
وقال عبد الله زيزان إنه في ظل انشغال روسيا بالأزمة الأوكرانية تعمل إيران على أن تسد الفراغ في سوريا، ولكن تستطيع الدول الخليجية أن تسد الفراغ على حساب إيران، مشيرا إلى أن على هذه الدول إعادة الدعم للشعب السوري كما يدعم الغرب الآن أوكرانيا.
وأضاف أن إسرائيل الآن تقف بين شريكين الأمريكي والروسي ما يؤثر على طبيعة علاقتها مع روسيا بشكل خاص وتحديدا في سوريا، وستشهد هذه العلاقة تغييرا من الصعب التكهن بأبعاده.
بشار لن ينفك عن إيران
ومن جانبه قال الكاتب والصحفي أحمد كامل أنه من المستحيل أن يقدم بشار الأسد على الانفكاك عن إيران، فهو تابع بالمطلق لها ولديها قوات في سوريا وتغلغلت في مفاصل مؤسسات النظام وهو لا يستطيع أن يتخلص منها حتى لو أراد ذلك.
وأضاف أن الإيرانيين حين يشعروا أن بشار يريد اللعب على سياستهم فإنهم قادرون على إنهائه بشكل سريع، والآن إيران هي بموضع قوة في سوريا بعد انشغال الروس في أزمتهم.
وقال أحمد كامل إن من مصلحة إسرائيل إعادة النظام للجامعة العربية، مشيرا إلى أن ما تطلبه إسرائيل من إيران فقط الابتعاد قليلا عن الحدود وهي تريد إعادة تأهيل النظام لأنه مؤتمن على حدودها، وهي لا تريد أن تصبح سوريا دولة ديمقراطية.
وأضاف كامل أن بين إسرائيل وإيران تفاهماً حول الوليمة العربية ولا يتصادمون إزاء الحصص ولا سيما أن هذه الوليمة وليمةٌ ضخمة