الدستورية في ظل معطيات جديدة محليا وعربيا ودوليا هل يُجبَر النظام على التراجع أم سيغير بعض جلده
محللون: النظام يدعي انخراطه باللجنة الدستورية والخطوة بخطوة التفاف على الحل السياسي
تنعقد الجولة السابعة للجنة صياغة الدستور في خضم معطيات محلية وعربية ودولية جديدة مرتبطة بمسار القضية أو مؤثرة فيها ما قد يعطيها بعدا مختلفا عن الجولات السابقة التي فشلت جميعها في إحراز تقدم بسبب تعنت النظام وعدم وجود إرادة دولية بالضغط عليه بحدود تجعل حليفه الروسي يعطي مجالا لفسحة يبتعد فيها عن نهجه في الحصول على مكاسب سياسية من خلال الآلة العسكرية.
محليا شهدت القضية السورية بملفها الثوري زخما مختلفا من خلال إحياء السوريين ذكرى ثورتهم بتصميم وعزيمة متجددة، قابلها مواقف تصعيدية من النظام الذي وصفهم بأنهم خونة ويتبعون الإمعات العربية، وعربيا كان لهذه الإمعات اتصال مع النظام بفتح باب الإمارات لزيارتها بعد تنسيقها مع الروس الذين غزوا أوكرانيا، مافتح باب التكهنات دوليا لصراع سيحتدم مع الغرب وستكون إحدى ساحاته ملفات القضية السورية ومن بينها اللجنة الدستورية..
اللجنة فكرة روسية
ورأى الكاتب والمحلل السياسي سامر خليوي أنه ليس هناك جدية من النظام وروسيا بالانخراط في عمل اللجنة الدستورية، مشيرا إلى أن هذه اللجنة هي بالأساس فكرة روسية وإيرانية أيضا، ومضى عليها نحو سنتين دون أن تحقق شيئا على الأرض.
وقال إن مفاوضات اللجنة الدستورية عبثية وعلى وفد المعارضة الانسحاب وفضح مايدور بكواليس اللجنة، مشيرا إلى أنها التفاف على الحل السياسي، والخطوة بخطوة أحد أدواتها، ما يعني أن لا أمل منها من اللجنة.
وأضاف أنه على الرغم من أن العلاقات الروسية الأمريكية في أسوأ حالاتها إلا أن العلاقات بينهما حول الملف السوري متواصل.
وقال خليوي إن الإمارات طرفا ليس محايدا وهي مستمرة في دعم النظام، وهي استقبلت رأس النظام نكاية بالولايات المتحدة وهي تردد مقولتها بشكل دائم إنها تريد العلاقات مع النظام لإبعاد إيران عنه.
اللجنة والحل السياسي
وقال الباحث في مركز الحوار السوري محمد سالم أن اللجنة الدستورية لا يمكن أن تؤدي إلى حل سياسي، مشيرا إلى أن القوتين المؤثرتين في القضية السورية الولايات المتحدة وروسيا أصبحا على طرفي نقيض وهو ما يستفيد منه النظام، إذ أن الروس سيظهرون أكثر عنادا.
وأضاف أن الإنشغال الروسي في الملف الأوكراني يجعل من موسكو تنحو باتجاه عدم ممارسة أي ضغط على النظام من أجل الخطوة بخطوة ولا سيما أن النظام أعطاها شيكا على بياض من خلال المواقف والتصريحات أو الاستعداد لإرسال مرتزقة إلى أوكرانيا.
وقال إن الأوضاع في أوكرانيا من شأنها أن تحدث شرارة أو نوع من الاحتكاك بين الأطراف في سوريا.
وأضاف سالم أن النظام يراهن من خلال طرح بعض المبادئ الدستورية انقساما في المعارضة ولا سيما بند هوية الدولة الذي لا يوجد إجماع عليه.
الجولة السابعة
وتواصلت في جنيف اليوم أعمال لجنة صياغة الدستور في جولتها السابعة التي بدأت أمس لمناقشة أربعة مبادئ دستورية أساسية أعلن المبعوث الأممي غير بيدرسون الاتفاق عليها بين وفدي المعارضة والنظام.
وفشلت الجولة السادسة كسابقاتها بإحراز تقدم ماحدا بـ بيدرسون إلى طرح مبادرة الخطوة بخطوة على أساس أن تخفف واشنطن مع حلفائها بعض العقوبات مقابل دفع موسكو النظام لتنازلات في مسار عملية الحل السياسي.
وعلى الرغم من التوتر بين روسيا والغرب على خلفية غزو أوكرانيا إلا أن بيدرسون حظي بموافقة الطرفين بمساعيه ولا سيما خلال اجتماع واشنطن لدول غربية وعربية الذي أتبعه بلقاء مع سيرغي لافروف حيث تلقى دعما منه.
ولكن قد تؤثر تلك التطورات في مرحلة قادمة على مسار اللجنة بحسب إيلاف ياسين عضو اللجنة الدستورية، كما أن الزخم الجديد الذي أعطاه إحياء السوريين لذكرى الثورة من تصميم على انتزاع الحقوق والتلاقي مع نقمة الأهالي في مناطق سيطرة النظام من شأنه أن يكون عاملا متجددا للضغط على النظام.