بشار يرفع سقف هجومه على الغرب.. هل يستبق تهديدات مباشرة قادمة على نظامه؟
محللون: الأزمة الأوكرانية ستنعكس عاجلا أم آجلا على النظام وسوريا قد تكون ساحة لتصفية الحسابات
رفع نظام الأسد سقف هجومه الإعلامي على الغرب وبتوجيه تداعيات غزو روسيا أوكرانيا للداخل المأزوم نحو تحميله المسؤولية عن كل ماجرى في البلاد منذ بداية الثورة التي كان إلى وقت قريب يسميها مؤامرة كونية، وبأنه سيتعامل من الآن مع الغرب على أنه منحط أخلاقيا بحسب تعبير بشار الأسد.
بشار الأسد انتهى إلى تسمية تلك المؤامرة الكونية بعدوان غربي مباشر على سوريا شاركت فيه “إمعات الداخل” بالتعاون مع إمعات عربية وإقليمية.. فهل يندرج هذا الهجوم على الغرب في إطار استشعار النظام بأنه نقطة ضعف بوتين المتاحة للاستهداف من الغرب مع إعادة جرائمه في سوريا للواجهة على خلفية مايحصل في أوكرانيا؟
بشار: الغرب منحط أخلاقيا
وبعد حديثه بأن غزو روسيا أوكرانيا هو تصحيح للتاريخ ومواجهة للغرب قرر بشار الأسد بأنه سيتعامل مع الغرب على أساس أنه منحط أخلاقيا وبأن من يتعامل معه من السوريين هم خونة..
بشار الأسد وفي خطاب أمام معلمين تزامن مع احياء السوريين ذكرى انطلاق الثورة وصف ما حدث في سوريا منذ العام 2011 بأنه حرب شنها الغرب بالتعاون مع دول عربية وإقليمية وصفها بـ “الإمعات ” وباستخدام أدوات داخلية ..
هجوم بشار الأسد على الغرب كان غير مسبوق محاولا الحاق نفسه بالروس في صراعهم مع الغرب على أمل الانفكاك كما يبدو من أي مستحقات أو ضغوط غربية.
ولكن حتى الروس أكدوا فصل مايحدث في أوكرانيا عن المسار السوري إذ أعلن وزير خارجيتهم سيرغي لافروف أهمية استمرار الجهود لعقد جولة جديدة للجنة الدستورية والتحضير لاجتماع جديد لمسار أستانة هجوم النظام الحاد على الغرب هذه المرة يبدو أنه يعكس حدة أزمته فهل هو استباق لتطورات محتملة على صعيد الأزمة الأوكرانية؟
تصفية الحسابات
الكاتب والصحفي سامر العاني رأى أن هجوم النظام ضد الغرب ليس جديدا مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا ورد فعل الغرب تشكل خطرا عليه، وأن سوريا ستكون ساحة تصفية حسابات أو ضغط غربي.
وأضاف أن الأزمة الأوكرانية زادت أزمة النظام من حيث تضاعف العقوبات مشيرا إلى أن الغرب سيصعد ضد بوتين وفي الساحة السورية، لأن مصير بوتين وبشار الأسد مرتبطان.
وقال إن النظام يخشى من صفقة دولية يكون ثمنها رأس الأسد، ولا سيما في ظل تعثر الروس في أوكرانيا، والعقوبات الاقتصادية ما يجعلهم يوافقون على صفقة.
ورأى الباحث السياسي والمدير التنفيذي في مركز مقاربات للتنمية السياسية مؤيد حبيب أن نظام الأسد يعمل على أن يكون ضمن الأولويات الروسية ولهذا يلحق نفسه بالموقف الروسي لكي لا تتخلى روسيا عنه.
واستبعد حبيب انعكاس مباشر لتطورات الوضع في أوكرانيا على الساحة السورية ولا سيما لجهة التصعيد العسكري، مشيرا إلى تخوف إسرائيل من إضعاف الروس في سوريا لأن بديلهم سيكون إيران.