خبيران تركيان: نظام الأسد أحد أكبر الخاسرين من الغزو الروسي لأوكرانيا
هل تضعف الحرب في أوكرانيا قوة الروس في سوريا؟
رأى خبيران تركيان أن توتر العلاقات بين الغرب وروسيا بسبب الحرب بأوكرانيا، يمكن أن يساهم في التوصل إلى إيجاد حل للقضية السورية وبأن نظام الأسد أحد أكبر الخاسرين من هذه الحرب
ونقلت الأناضول عن جان أجون، الباحث في السياسة الخارجية بمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) قوله: إن استعداء روسيا للغرب وخاصة للولايات المتحدة، وتعرضها لعقوبات عسكرية وسياسية واقتصادية بسبب الحرب في أوكرانيا سيضعف قوتها في سوريا.
وأشار إلى أن واشنطن ستصبح أكثر تعنتًا وقسوة مع روسيا وحليفها نظام الأسد، وأن بوادر ذلك بدأت تظهر بالفعل، مشيرا إلى أن محاولات نظام الأسد استعادة الشرعية في المجتمع الدولي بدعم من روسيا وإيران أصبحت وهماً لا يمكن تحقيقه، مشيراً إلى أن نظام الأسد يعد من أكبر الخاسرين بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأضاف أجون أن روسيا نقلت جزءً كبيرًا من إمكاناتها العسكرية من سوريا إلى أوكرانيا، إذ سحبت الكثير من معداتها العسكرية الحديثة وطياريها المتمرسين وقواتها الخاصة بالإضافة إلى مجموعات من مرتزقة فاغنر، مشيراً إلى أنه في حال نقل العناصر التابعة لنظام الأسد والمليشيات الشيعية من سوريا إلى أوكرانيا فإن التوازنات العسكرية في سوريا ستتغير بشكل كبير.
وأضاف أن أن محاولة روسيا غزو أوكرانيا ستؤثر كثيراً على سوريا، وستغير موازين القوى في البلاد. مشيرا إلى أن عبور السفن الحربية الروسية من المضائق التركية وفق اتفاقية مونترو سيحد من قدرة روسيا على القيام بالإمدادات العسكرية لقواتها في سوريا.
وأضاف أجون أن إرسال روسيا عناصر من النظام للحرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية ضد نظام الأسد، وأن هذا الوضع سيقوي من موقف تركيا للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي وإعداد دستور جديد في سوريا وإشراك المعارضة الشرعية في حكومة انتقالية.
وأوضح أنه في حال استمرار الحرب في أوكرانيا لفترة طويلة، وإصرار نظام الأسد على رفض الحل السياسي للقضية السورية، فإنه يمكن التفكير في خيارات واحتمالات جديدة منها الخيار العسكري
وقال أجون إن تركيا هدفت من خلال لقاءاتها مع روسيا وإيران في إطار مفاوضات آستانة، إلى التوصل الى اتفاق لوضع دستور جديد لسوريا وتشكيل حكومة انتقالية تشارك فيها المعارضة السورية، إلا أن الهدف الرئيسي للنظام السوري وروسيا وإيران حتى اليوم هو الحل العسكري وليس الحل السياسي.
من جهته قال أويتون أورهان، منسق دراسات المشرق بالمركز التركي للأبحاث الاستراتيجية في شؤون الشرق الأوسط (أورسام)، إن الأزمة الأوكرانية عمقت الشرخ بين الغرب وروسيا وأضرت كثيراً بجهود التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن بخصوص سوريا.
وتابع ” الولايات المتحدة تواصل حذرها وتجنبها الاشتباك المباشر في سوريا ولذلك فإن قيامها بتقديم دعم عسكري للمعارضة السورية كما فعلت مع الجيش الأوكراني يظل احتمالاً ضعيفاً.
وقال أورهان إن روسيا نقلت اهتمامها وقسما كبيرا من مواردها إلى أوكرانيا، وأن هناك ادعاءات تشير إلى قيامها بنقل بعض جنودها من سوريا إلى أوكرانيا ولذلك فإن احتلالها للأخيرة سيقلل من اهتمامها بسوريا.
وأضاف أن العلاقات التركية الروسية سيكون لها تأثير في سوريا تبعاً للموقف والدور التركي في الأزمة الأوكرانية وأن هذا التأثير سينعكس في صورة تعزيز التعاون أو زيادة عدم الاستقرار في سوريا، لذلك فإن الأزمة الأوكرانية سيكون لها تأثير مهم في سوريا.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة أعلنت أنها ستواصل تحالفها مع تنظيم ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي في سوريا، والحفاظ على وجودها في شرقي الفرات، وأنها ستواصل جهودها أيضا لتشكيل توازن ضد روسيا ونظام الأسد وإيران عبر هذه المنطقة.
وذكر أن إسرائيل بالرغم من كونها حليفة للولايات المتحدة، فقد اتخذت موقفاً محايداً نسبياً حيال الحرب الروسية الأوكرانية، بسبب احتياجها إلى روسيا في منطقة الشرق الأوسط، حتى أنها حاولت لعب دور الوسيط بين موسكو وكييف.
وأكمل: هذا الموقف المتوازن الذي تتخذه إسرائيل يتيح لها مواصلة عملياتها الجوية في سوريا دون أن تتدخل روسيا مستبعدا في الوقت نفسه أن تتخلى روسيا تماماً عن سوريا وترك الميدان لإيران.
وأضاف أن نظام الأسد لا يزال يرى أنه من الممكن استخدام الطرق العسكرية للسيطرة على منطقة إدلب التي تخضع لسيطرة المعارضة، وكذلك السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم ي ب ك / ب كا كا الإرهابي.
وذكر أورهان أن نظام الأسد يصر على الحل العسكري بدعم من روسيا وإيران، ما يجعل التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية أمراً معقداً.
وأعتبر أن العلاقات بين العناصر الخارجية المؤثرة في الأزمة السورية ستكون أكثر تأثيراً وحسمًا في حل الأزمة من العناصر الداخلية.
وأكد أهمية سير العلاقات الأمريكية الروسية، والتركية الأمريكية، والتركية الروسية في طريق حل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن هناك عوامل أخرى مختلفة ستكون مؤثرة في مستقبل الأزمة السورية مثل الأهداف الإيرانية في سوريا، والصراع بين إسرائيل وإيران هناك.