حديث الثورة في ذكراها الحادية عشرة .. الغرب يحدث بياناته على وقع أوضاع أوكرانيا
محللون: لا جديد بمواقف الدول الغربية حتى الآن، وعلى المعارضة استثمار عزلة روسيا
لعل أبعد ما ذهبت إليه حتى الآن المواقف الغربية إزاء القضية السورية والمرافقة لغزو روسيا أوكرانيا والتي أطلقت بالتزامن مع الذكرى 11 للثورة السورية، هي أن العدوان الروسي الوحشي في أوكرانيا يسلط الضوء على أفعالها المدمرة في كلا البلدين وأن التراخي الغربي مع روسيا في سوريا شجعها على القيام بما قامت به في أوكرانيا.
تحديث الغرب بياناته إزاء كارثة السوريين على وقع تطورات الأوضاع في أوكرانيا مع توصيف الحال قد يبدو استثناء عن قاعدة سار عليها منذ تم رسم القرار 2254 ، ولكنه هل يكون ذا تأثير استراتيجي على السياق العام للمواقف التي توقفت عند المساعدات والانعاش المبكر واللجنة الدستورية مع تلميحات بوعود من قبيل المحاسبة؟.
لا جديد في الموقف الغربي
ورأى الباحث في مركز جسور للدراسات أن ربط أزمة أوكرانيا والقضية السورية لم يؤد إلى حتى الآن إلى تقديم شيئ جديد، وهناك ربما أن تكون سوريا جائزة ترضية على طاولة المفاوضات حول أوكرانيا.
وقال إنه لا يمكن الثقة بالموقف الغربي، والبيان الخماسي لم يأت بجديد بالنسبة للقضية السورية على الرغم من أنه جدد الحديث عن رفض تعويم النظام، متسائلا إلى أي حد ممكن أن تتأثر الدول العريبة حليفة الولايات المتحدة بموقفها من الأزمة الأوكرانية لجهة علاقاتها مع روسيا.
المواقف الغربية متبلورة
وأضاف أن الزخم الذي حظيت به الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة الثورة السورية، من الصعب أن يكون لها تأثير على المواقف الغربية، وما تبني عليه الدول اليوم هو بعيد عن الموقف الشعبي.
وقال علوان إن سماح قوات سوريا الديمقراطية للاهالي بالاحتفال للمرة الأولى بذكرى انطلاق الثورة ومشاركتها هي في الفعاليات، يمكن أن يكون هدفه الضغط على النظام، وقطع المزيد من الجسور بينها وبين النظام.
المعارضة مستبشرة بعزلة روسيا
ومن جانبه قال الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار إن المعارضة مستبشرة بانشغال روسيا وعزلتها بسبب غزو أوكرانيا، وطبيعي أن تكون هذه فرصة لها، مشيرا إلى وجود نوع من استحضار ما قامت به روسيا في سوريا من خلال غزوها أوكرانيا وهذا ممكن الاستفادة منه.
وأضاف أنه يمكن استثمار حالة العزلة الروسية في أكثر من ملف من ملفات القضية السورية ولكن يجب أن يكون هناك نشاط من جانب مؤسسات المعارضة.
وأعادت صور الطائرات الروسية وهي تقصف مدن وبلدات في أوكرانيا إلى الذاكرة صور ذات الطائرات التي دمرت أحياء في مدن سوريا ولا تزال تجوب أجواء الشمال لنسج جرائم جديدة.
ذكريات مؤلمة
ومع شريط الذكريات المؤلمة الذي استحضره الغزو الروسي لأوكرانيا بدا التفاؤل في هتافات السوريين في الشمال في الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة السورية متلازما مع روح مقاومة مفعمة بالأمل.
وجوه التشابه المؤلمة في القضيتين زادتها ألما عناوين ردود الفعل الدولية إزاء ذات الفاعل، وقد يخفف بعضا منها صور دباباته وطائراته وهي تحترق في أماكن متعددة من أوكرانيا.
بيان خماسي
الفعل الدولي لم يكن بعيدا عن السوريين في بياناته، ولكن في إطار التذكير بجرائم النظام بحق السوريين منذ بدايات الثورة بحسب ما جاء في بيان مشترك أصدرته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية.
الدول الخمس تحدثت بأن عدوان روسيا على أوكرانيا، يسلط الضوء على أفعالها الوحشية في كلا البلدين، واستتبعت ذلك بدعوة النظام وداعميه بمن فيهم روسيا وإيران إلى وقف الهجمات على السوريين والتي تسببت بالموت والمعاناة للشعب السوري على مدى 11 سنة.
جميع الأطراف
ولكن ماذا بعد؟ ..الإجابة أيضا توفرت في ذات البيان وهي تجديد دعم تلك الدول للعملية السياسية بتيسير من الأمم المتحدة وبقيادة السوريين، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. مع حثها جميع الأطراف، وخاصة النظام، على المشاركة بحسن نية في اجتماع اللجنة الدستورية يوم 21 مارس/آذار.
وأيضا ماذا بعد؟ .. ربما يكون المجتمع الدولي قال ما لديه وسيدعم المساعدات والإنعاش المبكر، فهل ستكون الإجابة هذه المرة برسم السوريين أنفسهم؟