عشية ذكرى انطلاق الثورة وعود أممية بالحل جمهور الثورة يعيد البوصلة إلى أهدافها
محللون: الوعود الدولية مستمرة ولكن لا نتائج وعلى السوريين عدم التعويل سوى على أنفسهم
عشية إحياء الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة الثورة أصدر المبعوث الأممي غير بيدرسون بيانا وجهه للسوريين جدد فيه تأكيد مساعيه للحل السياسي وفق الرؤية التي وضعتها القوى الكبرى والعمل بمبادرته المعروفة باسم الخطوة بخطوة كترجمة أممية للقرار 2254، والتي أخذت دفعا في اجتماع واشنطن قبل أيام.
وأطلق المبعوث الأممي وعودا للسوريين تحمل آمالا قد يكون استشف معها أو شعر بضيق السوريين من المسار الذي اختطته القوى الكبرى واستمر النظام بالتحايل عليه وتعطيله على مدى سنوات، وهو ما ظهر من ردود جمهور الثورة التي جاءت بعيدة عن ذاك المسار وقادته من السياسيين، معيدا البوصلة إلى الأهداف التي انطلقت من أجلها قبل أحد عشر عاماً..
وعود كثيرة
وقال الباحث السياسي سعد الخطيب إن الوعود الدولية مستمرة وكثيرة ولكن النظام وروسيا وإيران لم يتوقفوا عن ارتكاب الجرائم، وما يحتاجه السوريون هو خطوات عملية وليس عبارات مطاطية.
وعبر الخطيب عن اعتقاده أن المجتمع الدولي يريد الضغط الآن على روسيا بعد أن كان يوافق على ما يفعله في سوريا، ولم يكن لديه مشكلة في تثبيت بشار الأسد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة باتت تتحدث الآن عن ارتكاب روسيا جرائم.
وأضاف أن المظاهرات في الشمال في الذكرى 11 لانطلاق الثورة كانت مميزة هذا العام مشيرا إلى أن الثورة هي ثورة شعبية وليست ثورة فصيل أو جهة معينة ولهذا فإن حكومة الإنقاذ كانت مضطرة للانخراط بإحياء ذكراها، متوقعا أن تقترب قوات سوريا الديمقراطية أكثر من الشعب السوري بعد أن كانت معادية وقامت بقتال السوريين والجيش الحر.
إصلاح المسار السياسي
ومن جانبه أكد المحلل السياسي د. غزوان عدي أهمية اصلاح مسار العمل السياسي، لإظهار الوجه الديمقراطي الحر لإقناع العالم بأننا طلاب حق وحرية ولسنا متطرفين.
وقال إنه لم يتحقق شيء من الشعارات التي رفعتها الثورة، ونظام الأسد استمر في قتل السوريين وسوريا لم تعد دولة واحدة، وعلى السوريين العمل من أجل إجبار الاحتلال على الخروج من سوريا وعلى رأسه الروس.
وأضاف د. غزوان عدي أن للثورة مساراً طويلاً ومتعرجاً ومرتبطاً بقدرة الناس على الاستمرار بالتمسك بأهدافها وبالظروف المحيطة بها إقليميا ودوليا، مشيرا إلى أن إسرائيل هي من يحمي النظام الآن ويمنع سقوطه.
زخم مميز
وأخذت احتفالات السوريين هذا العام زخما هو الأوسع بالمقارنة مع السنوات السابقة وصدحت حناجر السوريين بأهداف الثورة في إدلب التي جدد من خلالها جمهور الثورة تأكيد ثوابتها وأهدافها كما في مظاهرات أخرى انطلقت في عدة مدن وبلدات في الشمال بينها الباب واعزاز وعفرين..
هذا الزخم الشعبي الذي بدا أكثر اتساعا من الأعوام التي سبقته، عكس غنى التجربة والثقة بعدالة القضية و بالأهداف في ظل استنفاذ فرص استهلكتها مماطلة النظام بالحل السياسي وعدم جدية المجتمع الدولي بتفعيله.
وجاء هذا الزخم أيضا في أجواء محلية عكسها وضوح بعض النتائج التي حققتها الثورة من خلال ضعف وعزلة النظام ورئيسه، والاستياء المتزايد في مناطق سيطرته، وهو ماوجد تعبيرا عنه في مظاهرات اندلعت مؤخرا في الجنوب السوري.
كذلك ظهرت معطيات دولية بسبب الغزو روسيا لأوكرانيا وما حملته من تداعيات على روسيا ذاتها العدو الأول السوريين.