11 عاما على انطلاق الثورة السورية.. ما الذي تحقق من الأهداف وما العمل؟
محللون: الأهم انطلاق الثورة ولا عودة للوراء مهما كان الطريق طويلا
لم يكن الدافع الرئيس وراء اندفاع السوريين من أجل إسقاط النظام أيديولوجي أو عقائدي، ولم يكن يدخل كذلك في إطار مفهوم الصراع الطبقي بشكل واضح، فلا انقساماً حقيقياً في مجتمع جعل النظام صيغه مزيجا بين مفهوم عصابة تحكم في الظل وأصبحت علنية واضحة، وبين مؤسسات دولة شكلية تتأرجح بين العلاقات الاستهلاكية والنفعية والميليشياوية.
ولكن وفي الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة الثورة السورية لا تزال مجموعة من الأسئلة تطرح مع عمومية مشهد لا يرى ندما بل حنينا إلى أيامها الأولى التي حملت أهدافها السامية، فلماذا خرج الناس إلى الشوارع وما الذي أرادوه؟ هل كانت سوريا بحاجة لثورة؟ هل كان السوريون يعيشون بحال أفضل مما هو عليه الآن؟ وما الذي تم إنجازه؟
كلمة حرية
ورأى المحلل السياسي علي إبراهيم أن النظام سقط منذ أطلق السوريون للمرة الأولى كلمة حرية ، لتعلن بداية الثورة مع هتافات الحرية والكرامة قبل 11 عاما، على الرغم من عدم وجود دعم دولي واستدعاء النظام للاحتلالات، ولكن مشوار الحرية لا يزال طويلا للوصول إلى دولة جديدة بلا بشار الأسد.
وقال إن الحرية لا تقاس بالمأكل والشرب وغيره، والثورة السورية لم تخرج لأسباب اقتصادية أو بسبب وضع مادي، بل خرجت من أجل النهوض بسوريا، فالعصبة الحاكمة هي من أفقرت البلاد كما قمعت السوريين.
كسر منظومة الحكم
وأضاف أن ما تم تحقيقه هو كسر منظومة الحكم وحتى الهامش الموجود داخل مناطق النظام هو بفضل الثورة السورية التي لم تحقق كثيراً من أهدافها والطريق مازال بعيدا.
وقال علي إبراهيم إن العسكرة كانت كارثة على الثورة إذ إنه وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق في البداية لكن للأسف كان هناك خذلان من المجتمع الدولي مع استغلال النظام للوضع لمصلحته، ولا يمكن النظر إلى العسكرة على أنها سيئة أو جيدة لأنه ظهرت معطيات متعددة أثرت على السياق العام.
تحطيم حاجز الخوف
ورأى الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي أن الثورة كانت حتمية تاريخية بسبب تغول النظام والاستبداد الذي مارسه وجاءت لتحطم حاجز الخوف ضد نظام هو شكل من أشكال الاحتلال
وقال النعيمي طالما هناك شبر واحد من سوريا محرر فإن الثورة مستمرة، فحتى المناطق الجنوبية مازالت ترفض وجود النظام في المدن والبلدات خاصة أن قيام النظام وميليشيات إيران بالعمل على التغيير الديمغرافي هو جزء من التداعيات، وقد تنطلق الثورة في مدن سورية متعددة، مع تأثير الأوضاع الدولية ولا سيما الملف الأوكراني.
وقال النعيمي إن المسار سيطول، والآن لا يوجد تقاسم للسلطة أو تقاسم للبلاد بل إن المسألة تتعلق بمناطق نفوذ تتواءم مع مسارات جنيف وأستانة، مشيرا إلى أنه لولا وجود مثل هكذا مسارات لما تم ضبط الوضع على ماهو عليه، لأن النظام وروسيا وإيران لديهم توجه مستمر للسيطرة على جميع الأراضي.
بدايات الثورة
وفي مثل هذا اليوم قبل 11 عاما انطلقت هتافات بدمشق سمعت للمرة الأولى منذ خمسين عاما وعلت حناجر الجموع بـ الشعب السوري ما بينذل، وواجهت شعارات وهتافاته المنتشرة ومنها: بالروح بالدم نفديك يابشار”، وسرعان ما تأججت هتافات السوريين بـ الله سوريا حرية وبس، ردا على شعارات النظام التي كان يفرضها على مواليه ومن بينها الله سوريا بشار وبس ..
ومنذ البدايات عبر السوريون عن تأكيدهم بأن ثورتهم سلمية، ولعل الدافع في ذلك أنهم يعرفون أن النظام لن يرد عليهم سوى بالرصاص..
رد النظام والثمن
ولكن وكما هو معروف ومثبت بتقارير دولية رد النظام على المظاهرات السلمية بالاعتقالات والرصاص الذي تحول إلى دبابات وصواريخ وطائرات مع دخول جيوش وميليشيات من روسيا وإيران ولبنان باكستان وأفغانستان وغيرها إلى البلاد لدعمه في الحرب على شعبه الذي شيطنه وعسكره لطمس الحقائق التي هي أولى ضحايا الحروب.
ثمن باهظ دفعه السوريون يضع في الميزان التاريخي حقبة دموية مثيرة من أحداث مفصلية غيرت وجه البلاد وجميع ماكان قائما قبل العام 2011 ومن أبرزه بنية النظام من رأسه الذي بات هزيلا وعميلا صغيرا لقوى الاحتلال ضد شعبه، إلى المؤسسة العسكرية التي أصبحت ميليشيا مرتزقة تتباهى بحمل صور نصرالله والخامنئي وبوتين وأعلام المحتلين.