فيصل المقداد يقول إن الرأي العام لا يرى أو يعترف بردود النظام على اعتداءات إسرائيل
محللون: النظام لم يتشجع ويرد سوى على السوريين
سقط وزير خارجية النظام في مستنقع تناقضات خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الميادين بين إعلانه أن الصبر إزاء اعتداءات إسرائيل على مواقع في سوريا مستمر في النفاد وبين ردود على تلك الاعتداءات لم يرها الرأي العام، وبين إطلاقه تحذيرات جديدة لاسرائيل التي اتهمها بأنها تنسق مع تنظيم داعش في تنفيذ غاراتها وليس مع روسيا، التي أعلن سفيرها في اسرائيل قبل أيام استمرار التنسيق والتفاهم بين الجانبين.
وكرر وزير خارجية النظام تحذيراته لإسرائيل بأن صبر النظام مستمر بالنفاذ بسبب استمرار قصفها مواقع في سوريا، وذلك بعد الغارة التي شنتها فجر أمس على جنوبي العاصمة
تنسيق بين إسرائيل وداعش..!
وقال فيصل المقداد لقناة الميادين: إنّ سوريا قادرة على الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وأنّها “هي من يتحكم في الرد”، لافتاً إلى أنّ الاعتداء الإسرائيلي على سوريا جاء بعد الاعتداء الإرهابي لـ”داعش” مايعني وجود تنسيق بين هذا التنظيم وإسرائيل.
ووجهت القناة سؤال للمقداد بأن الكيل طفح بالنسبة لاعتداءات إسرائيل المستمرة منذ سنوات ولم تلق أي رد حتى الآن من سوريا فرد بقوله: نحن نرد ولكن الرأي العام العالمي لا يعترف ولا يرى هذا الرد..
وكان المقداد وجه تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل في العشرين من شباط الماضي ودعاها لكي لا تحاول اختبار صبر النظام وإرادته.
انهيار الدولة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد حسان إن النظام حتى الآن لم يتشجع أو يفقد صبره سوى على السوريين، مشيرا إلى أنه يربط كل شيء على الإرهاب وهذا التسويق يعكس انهيار الدولة السورية وعدم وجود سياسة متوازنة.
وقال حسان إن النظام صامد بحماية إسرائيل، مشيرا إلى أن روسيا تتعاون مع إسرائيل، وهدفها هي الأخرى حماية النظام الذي لا يحرك أي صاروخ ضد إسرائيل، ولا يعترض سوى على مطالب الشعب السوري.
وقال الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي إن هناك تفاهمات روسية إسرائيلية يخضع لها النظام الذي بات مكشوفا بالنسبة لحاضنته، وهو لا يستطيع الرد عسكريا على غارات إسرائيل، وحديثه بأن إطلاق بعض الصواريخ لا يشكل ردا.
تنسيق بين داعش والنظام
وأضاف النعيمي أن النظام هو من ينسق مع تنظيم داعش لاستثماره في مواجهة تحركات شعبية ولا سيما في الجنوب السوري الذي لا يزال يعاني من عدم استقرار.
وقال النعيمي إن روسيا ملتزمة باتفاقها مع إسرائيل بخصوص إبعاد ميليشيات إيران مسافة 80 كيلو مترا، والقصف الإسرائيلي يندرج في إطار تحقيق هذا الهدف.
وتجاهلت وسائل إعلام النظام ما أورده فيصل المقداد في مقابلته مع قناة الميادين بخصوص ردود النظام على اعتداءات إسرائيل في حين ركزت صحيفة الوطن على حديثه عن زيارة رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت إلى موسكو والتي وصفها بأنها تثبت الطبيعة النازية للحكومة الإسرائيلية.
موافقة بوتين
ومن جانبها ذكرت صحيفة يديعون أحرينوت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أجرى اتصالا قبيل قصف جنوبي دمشق فجر أمس مع الرئيس فلاديمير بوتين مشيرة إلى أن الرئيس الروسي وعده بالحفاظ على بالحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن نشاط آلية التنسيق بين البلدين، والتي تعمل بشكل عام بما يرضي روسيا وإسرائيل”.
ومن المقرر أن يصل وفد روسي إلى إسرائيل، يوم الخميس المقبل، لحضور اجتماع شهري حول التنسيق الأمني بين الجانبين في سوريا.