الغزو الروسي لأوكرانيا يلقي بظلاله على الأوضاع المعيشية للسوريين.. ارتفاع في الأسعار وشح في المواد الأساسية
محللون: أزمة أوكرانيا أوجدت خللا في الاقتصاد العالمي والعالم سيشهد ارتفاعا في جميع المواد الأساسية
ألقت الأزمة في أوكرانيا بظلالها على الأوضاع الاقتصادية في سوريا لتزيد شدتها على الأهالي بسبب ارتفاع أسعار المستوردات من المحروقات نتيجة ارتفاع سعر النفط، والقمح إلى جانب محاصيل زراعية أخرى ومواد أساسية ، في ظل عجز النظام عن تأمين بدائل ولجوئه إلى اتخاذ قرارات تقشفية.
ورأى الباحث الاقتصادي د. فراس شعبو أن النظام ربط اقتصاده بالوضع في روسيا ووجد حجة في الحرب في أوكرانيا من أجل تخفيض الدعم ورفع الأسعار بسبب فشله في إدارة الدولة اقتصاديا، مشيرا إلى أن النظام لديه بالأساس مشكلة في سعر الصرف الذي هو وهمي وغير حقيقي ومضبوط أمنيا، لأن شركات الصرافة تابعة للنظام.
وقال شعبو إن الحرب في أوكرانيا لها انعكاس على مختلف دول العالم وليس على النظام فقط، وهناك تخوف من أن تتحول الدول باتجاه سياسة أنا ومن بعد الطوفان بمعنى الطلب الكبير على مواد أساسية من قبل الدول الغنية، ما يعني تعميق الخلل الذي حصل في الاقتصاد العالمي لافتا إلى أن العالم سيشهد ارتفاعا في جميع المواد الأساسية.
وقال الكاتب والصحفي أحمد كامل إنه من المبكر الحديث عن حجم تأثير الأزمة في أوكرانيا على سوريا فالتطورات غير واضحة إلى الآن، وهي مفتوحة على جميع الاحتمالات، مشيرا إلى أن بوتين ورط نفسه وورط العالم وهو الآن في مأزق، ولكن ثمة هناك بعض التفاؤل خاصة مع وقوف أكثر من مئة دولة ضد روسيا.
وأضاف أن روسيا لا تقدم دعما اقتصاديا للنظام وهو يعتمد عليها عسكريا فقط، وإذا تخلت عنه عسكريا فإننا نعود لمرحلة ماقبل التدخل العسكري في سوريا، وأنه ممكن للسوريين الاستفادة مما يحدث في أوكرانيا في مرحلة قادمة، ولكن الأهم الآن هو الوعي ومراقبة التطورات.
وارتفعت أسعار المواد الأساسية في مناطق النظام بنسب تجاوزت الـ40% لبعض السلع ومن بينها الزيت النباتي الذي ارتفع من 8 آلاف ليرة إلى 14500 ليرة إضافة إلى شح في المواد الأساسية ولا سيما اللحوم والفروج والبقوليات والسكر والأرز بحسب صحيفة تشرين التابعة للنظام
ومع ازدياد الطوابير أمام المخابز تلوح في الأفق أزمة احتياطات النظام من القمح إذ يعتمد على روسيا لسد احتياجاته من القمح بكميات تصل إلى نحو مليون ونصف طن من القمح في ظل انشغال روسيا بتأمين احتياجاتها مع عدم قدرة النظام على توفير بدائل سريعة
وعلى الرغم من انحسار حدة البرد فقد ارتفع سعر “مازوت التدفئة” في السوق السوداء بالعاصمة دمشق وريفها، بسبب ارتفاع سعر المحروقات عالميا إضافة لتأخر رسائل المازوت للدفعة الثانية والتي تبلغ 50 ليترا.
وتراجع سعر صرف الليرة من 3500 ليرة للدولار إلى 4 آلاف بسبب ما يقول محللون اعتماد النظام الكبير بعلاقاته التجارية على موسكو والعلاقات المصرفية المرتبطة بالتحويلات المالية، في ظل العقوبات الغربية التي فرضت على المؤسسات والبنوك الروسية.