للتغلّب على البطالة.. أهالٍ بإدلب يطالبون المنظمات بإقامة مشاريع تنموية
عامل إغاثي بإدلب يؤكد أن معظم عمل المنظمات الإنسانية ينحصر بالمشاريع الإغاثية المتمثلة بالمساعدات الشهرية
شهدت محافظةُ إدلبَ خلال العامين الماضيين ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة البطالة بسبب كثرة النزوح وضيق المساحة الجغرافية وقلّةِ المشاريع التي كانت توفّرُ فرص العمل للكثيرين.
عبد الحميد حداد نازح من ريف حلب إلى أحد المخيمات المجاورة لبلدة كفرتخاريم يقول لراديو الكل، إن المنظمات الإنسانية تُهدر أموالها على جمع السلال الغذائية، وتوزّعها على نحو 300 عائلة في المخيم بثمن يتراوح بين 200 إلى 250 ليرة تركية للسلة الواحدة أي أن سعر مجموع السلال خلال الشهر الواحد يصل لنحو 65 ألف ليرة تركية ما يقارب 4500 دولار أمريكي.
ويقترح حداد على المنظمات الإنسانية عبر أثير راديو الكل، أن تُغير من سياستها في آلية التوزيع للمستفيدين وتحوّل السلال الغذائية الى نقود تدعم فيها مشاريع تنموية صغيرة يتمكن خلالها الأهالي النازحين بالاعتماد على أنفسهم في العمل مقابل المال ويؤمنوا دخلهم المعيشي دون حاجتهم للسلال الإغاثية.
فيما طالب عبد الغني العريان من مدينة سلقين عبر أثير راديو الكل، المنظمات المعنية بأن تلتفت بدعمها إلى مخيمات النزوح كونَ الكثير من الأهالي فيها يعتمدون قُبيل نزوحهم على تربية المواشي وبيعها، بينما الآن عاجزين عن العمل لعدم قدرتهم على شرائها.
ديانا العلي من أهالي بلدة أرمناز تقول لراديو الكل، إنها حصلت خلال الأشهر الماضية على دعم مشروع الخياطة مع توفير المكنات والأقمشة، استقطبت خلاله نحو 9 نساء معظمهنّ من فئة الأرامل لا مُعيل لهنّ.
وتابعت العلي، أن المشروع الذي استمر لنحو 6 أشهر، وفرّ رواتب رمزية للعاملات فيه، إضافة إلى بيع ما ينتجن من الخياطة في الأسواق المحلّية وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن المشروع نمّى قدراتهنّ في المهنة، ووفر لهنّ فرص عمل في منازلهن.
رائد المحمد من أهالي بلدة الدانا وهو عامل في إحدى المنظمات العاملة في المنطقة يوضح لراديو الكل، أن معظم عمل المنظمات الإنسانية ينحصر بالمشاريع الإغاثية المتمثلة بالمساعدات الشهرية التي توزّع على قاطني مخيمات النزوح والمحتاجين في المدن والقرى، موضحًا أن هذا المشروع ترك أثرًا سلبيًا على المواطنين لاعتمادهم الكامل على الإغاثة المقدمة لهم والعزوف عن العمل ومصدر رزق.
الباحثة الاجتماعية منى عيّاض من أهالي مدينة إدلب، تقول لراديو الكل، إن المشاريع التنموية الصغيرة تُعزز العامل النفسي وتُساهم في دعم المجتمع المحلي وتنشط الواقع الاقتصادي في البلاد تعزيزًا لقيم العمل بكافة مجالاته وكمية الإنتاج، وتُخفض من نسبة البطالة إلى حد ملحوظ.
وسبق أن أصدر منسقو استجابة سوريا بيانًا، أوضح خلالَه ارتفاعَ نسبةِ البطالةِ في الشمال السوري إلى ثمانين بالمئة في ظلِّ الأوضاعِ الإنسانيةِ الصعبة وانعدامِ فرص العمل، واصفًا الشمالَ السوري بأفقرِ المناطقِ التي تواجه أزماتٍ دائمة وتهديداتٍ مستمرة.