في خضم انشغال الروس بالحرب والعقوبات مملوك في طهران.. هل يبحث النظام عن بدائل ؟
محللون: الغرب سيغير تعامله مع القضية السورية في ظل صدامه مع الروس
في خضم التطورات الدراماتيكية في أوكرانيا وانشغال الروس أو غرقهم في الحرب الدائرة فيها، رفع مسؤولو النظام أصواتهم ليس الداعمة لروسيا فحسب بل المتقدمة على التصريحات الروسية التي تتحدث عن حقهم في حماية أمنهم القومي، في سعي لافت من هؤلاء المسؤولون إلى إلحاق النظام بالروس ومقاربته مع ما حدث في سوريا لجهة مواجهة الغرب.
وفي غضون ذلك برز تطور لافت بالنسبة للنظام بأن أرسل علي مملوك رئيس الأمن الوطني إلى إيران لبحث قضايا الأمن والاقتصاد في سوريا، ما أوحى أنه توجه لتعزيز العلاقات مع إيران في هذين الملفين، في إطار البحث عن بدائل لانشغال روسيا بالحرب وتعرضها لعقوبات اقتصادية لم تشهدها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وانعكست سريعا على اقتصادها.
ولكن من جهة أخرى فإن روسيا موجودة عسكريا بقوة في سوريا وقد ربطت قاعدتيها في طرطوس وحميميم بالأوضاع في أوكرانيا من خلال زيارة وزير دفاعها قبل أيام، فهل سيتغير شكل نفوذها في سوريا، وأيضا ماذا عن نفوذ إيران في ضوء هذه التطورات؟
دعم إيراني
ورأى طاهر الأحوازي عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية أن النظام في ظل حالة الضعف التي يمر بها يحاول الحصول على مدد من حليفه الإيراني، مشيرا إلى أن إيران هي بأمس الحاجة لمن يقف معها هي الأخرى؛ لأنها غير قادرة على تقديم الدعم في ظل أزماتها الاقتصادية.
ورجح الأحوازي أن الأزمة التي تتعرض لها روسيا سيحملها على إعادة النظر بوجودها في سوريا مشيرا إلى أن روسيا هي الآن بأمس الحاجة للموارد ولن تتمكن من بيع سوريا القمح بشكل خاص.
وقال إذا استمرت الحرب في أوكرانيا أكثر فإن روسيا ستكون بحاجة لمن يقدم لها الدعم وإيران تحاول أن تنأى بنفسها بسبب أزماتها.
تغير غربي
وقال المحلل السياسي حسن النيفي إنه يمكن التأكيد أن التعامل الغربي مع الملف السوري بعد الأزمة الأوكرانية لن يكون كما قبلها، إذ إن الغرب سيعيد حساباته بالنسبة إلى روسيا بمختلف الملفات.
وأضاف أن إيران لم تستطع حماية بشار الأسد دون روسيا، وزيارة على مملوك إلى إيران تندرج في هذا الإطار.
وقال النيفي إن مناطق النفوذ في سوريا محكومة بتفاهمات دولية وإقليمية ومن غير المتوقع أن يتم تغييرها في المدى المنظور، ولكن من الممكن أن تعزز إيران نفوذها داخل مناطق وجودها.
وأضاف حسن النيفي أن النظام يحاول إعلاميا إظهار دعمه للروس ولكنه بحكم ضعفه يخشى من تداعيات الحرب في أوكرانيا ولا سيما لجهة تخوفه من دعم غربي للمعارضة، وزيارة على مملوك هي ذات صلة بأجندات أمنية جديدة.
وحول تطورات الأوضاع بأوكرانيا قال النيفي يبدو أن بوتين ركب رأسه ووضع شروطا تعجيزية أمام الغرب، ولهذا فإن جميع المعطيات الراهنة تتجه للتصعيد، ومن غير المستبعد أن تؤدي مغامرة بوتين أن يكون لها تداعيات كبيرة على روسيا.
مملوك وشمخاني
وكان مملوك ذكر خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن تعاون النظام وطهران “في مجال مكافحة الإرهاب يصب في دعم الأمن الإقليمي في المنطقة”، وأنّه يجب مواجهة المساعي الأميركية التي تهدف لإعادة تصنيع وإحياء التنظيمات الإرهابية في سوريا بحسب تعبيره.
وجاءت زيارة مملوك إلى طهران في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة مع الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا وانشغالها في مواجهة المجتمع الدولي، مع ترجيح أن تستمر الحرب طويلا ما سيدفع النظام للبحث عن بدائل لروسيا كما يقول محمد السكّري الباحث المختص بالشأن السوري وفي نفس الوقت قد تدفع التطورات في أوكرانيا أيضا بالنظام إلى الحضن الإيران أكثر برأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد حسان.