كيف ستنعكس العقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها روسيا على النظام والأهالي؟
محللون: استمرار الحرب في أوكرانيا سيضعف النظام في جميع المستويات
تصريحات مكثفة ضخها مسؤولو النظام على وقع تطورات الأوضاع في أوكرانيا ولا سيما بعد ضم الغرب فلاديمير بوتين إلى بشار الأسد ورئيس كوريا الشمالية في قائمة العقوبات، وهذه التصريحات تتقاطع في معظمها سياسيا بأن الموقف السياسي من الغرب هو ذاته مع روسيا.
واقتصاديا سارعت حكومة النظام إلى وضع خطة طوارئ لمواجهة الظروف في أوكرانيا، واحتمال وقف استيراد القمح خصوصا، في حين أن العقوبات الغربية الجديدة ضد روسيا هي الأشد التي يتخذها ضد أية دولة مع انهيار الروبل وهي الضربة الثانية من حيث حجمها التي تتلقاها روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وضع رمادي
ورأى د. عبد المنعم حلبي الأكاديمي والباحث في العلاقات الاقتصادية الدولية أن النظام هو الآن في وضع رمادي، وهو يتحدث فقط عن أضرار تتعلق بالقمح وغيره، أما الحقيقة فإنه إذا ماطالت الحرب فسيكون في وضع أضعف مما هو عليه الآن وليس فقط اقتصاديا بل على جميع المستويات.
وقال حلبي إنه قد تتدخل دول عربية لنجدة النظام إذا ما استمرت الحرب في أوكرانيا ضمن ما يطرح حول التطبيع .
وأضاف إنه بالنسبة إلى روسيا فإنها قد تتحول إلى اقتصاد حرب وبالتالي من الصعب الحديث عن خسائر أو مرابح اقتصادية بهذه الحالية لأن الأولوية ستكون للمعركة.
تفاقم أزمة النظام
ومن جانبه قال محمد السكّري الباحث المختص بالشأن السوري إن روسيا ستحاول الاعتماد على مينائي طرطوس واللاذقية وعلى قطاع النفط شرق الفرات في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية والتخفيف منها، ولكن هذا لا يحقق لها الكثير من المكاسب وعمليا النظام والأهالي هم الذين سيعانون أكثر لأن النظام هو الذي سيحتاج روسيا.
وأضاف السكري أن قطاع القمح والإسمنت في سوريا سيتعرضان لهزة كبيرة لأن النظام يعتمد في تأمين هاتين المادتين على روسيا وأوكرانيا والقرم وأيضا فإن القطاع الإنتاجي سيعاني كثيرا، مستبعدا أن يركز النظام في المرحلة المقبلة على دعم روسيا له.
وقال الكسري إن النظام أعلن في أولى قراراته بعد بدء الحرب بأنه سيدير الاقتصاد بشكل تقشفي ما يعني أن النظام سيعاني كثيرا وهذا مادفع علي مملوك رئيس الأمن الوطني لزيارة طهران والهدف هو البحث عن بدائل اقتصادية لروسيا مايعني أن النفوذ الروسي سيكون أضعف في سوريا.
فشل روسيا
وفيما إذا كانت روسيا ستعيد النظر بوجودها في سوريا رأى محمد السكري إن الوضع في أوكرانيا ما يزال ضبابيا ومن غير المعروف بعد كيف ستؤول إليه الأوضاع، ولكن بكل تأكيد سيتأثر الوضع في سوريا وفي حالة فشلت روسيا في أوكرانيا فإن روسيا ستفشل في سوريا والنظام هو أكثر من يخشى هذا الفشل.
وأطلقت مستشارتا القصر الجمهوري بثينة شعبان ولونا الشبل تصريحات داعمة دون أي تردد لروسيا في صراعها مع الغرب على الساحة الأوكرانية في جميع المجالات ومن بينها السياسية والاقتصادية
شعبان
وقالت شعبان إن روسيا تواجه في أوكرانيا إرهابيين والحرب فرضت على روسيا كما فرضت على سوريا قبل سنوات
وأضافت شعبان للإخبارية السورية أن سوريا سارعت لتدارك التداعيات الاقتصادية للحرب
الشبل
ومن جانبها قالت لونا الشبل إن “الغرب سيعاني من الحصار الذي يفرضه على روسيا أكثر من موسكو نفسها
وأضافت الشبل لوكالة سبوتنيك سندعم روسيا للتغلب على العقوبات كما فعلت مع سوريا.
وبحسب قناة بي بي سي فإن العقوبات الغربية على روسيا هي أشبه باستخدام سلاح مدمر في مسرح حرب اقتصادية وأن الغرب مصمم على دفع روسيا بأكملها إلى الركود العميق.
بوتين المعاقب
وأكد البيت الأبيض أن إدارة الرئيس جو بايدن ستفرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب العملية العسكرية الجارية لموسكو في أوكرانيا.
ومع الحديث عن انضمام بوتين إلى بشار الأسد ورئيس كوريا الشمالية في العقوبات الغربية بات الرئيس الروسي وبلاده معزولان عن المجتمع الدولي مع ما يعنيه ذلك من تفاقم الأزمات الاقتصادية بشكل مستمر في ظل الحديث عن صراع يبدو طويلا.