بغزوهم أوكرانيا .. الروس يضيفون للعالم قضية جديدة ..هل تدفع المواجهة الغرب لتغيير موقفه من القضية السورية؟
محللون: الغرب استفاق الآن على العربدة الروسية في سوريا ولكن من المبكر الحديث عن تغيير في الموقف
مع ما قاله الغرب إن فلاديمير بوتين خدعهم وغزا أوكرانيا، ظهرت أصوات غربية تعزو غروره إلى التراخي في التعامل معه في سوريا، وبالمقابل تحدثت مصادر المعارضة بأن خسائر الروس في عملياتهم العسكرية المتعثرة في أوكرانيا قد تدفعهم إلى التصعيد في سوريا.
وأوجد غزو روسيا أوكرانيا قضية أخرى للعالم تضاف إلى القضية السورية على اعتبار أن الشعبين يخضعان لحل عسكري من قبل روسيا ودافعها في ذلك استثمار فائض قوتها في السيطرة والقضم التي لن تتوقف بحسب المصادر الغربية عند أوكرانيا، إذا ما بقي التراخي الذي بدأ في سوريا على حاله.
عربدة روسية
ورأى عضو الائتلاف الوطني د. زكريا الملاحفجي أن العالم استفاق على العربدة الروسية التي مارسها بوتين في سوريا بعد أن شاهد مافعله في أوكرانيا، ولكن من المبكر الحديث عن تغيير الغرب موقفه من القضية السورية.
وقال إن مطالبة الائتلاف الوطني للغرب بتزويده السلاح النوعي كما أوكرانيا، ليست جديدة، وفي ظل الظروف الحالية قد تلقى اهتماما مختلفا عن السابق.
المشاركة في المظاهرات
ودعا ملاحفجي السوريين في أماكن تواجدهم إلى الانخراط والتشارك في المظاهرات التي تجري حاليا في مدن أوروبية تنديدا بغزو الروس لأوكرانيا، وإيصال صوت القضية السورية المحقة.
وقال ملاحفجي إن إعطاء بوتين أوامره بوضع سلاح الردع الاستراتيجي بحالة تأهب قصوى تعكس أزمته في أوكرانيا بسبب الخسائر الكبيرة والضغوط الغربية عليه
معوقات التشارك
ورأى باسل حفار مدير مركز إدراك للدراسات أنه على المدى القريب لن يتم إشراك الوضع السوري بما يحدث في أوكرانيا، ولا سيما أن هناك مسائل تتعلق بالإرهاب واللاجئين.
وقال حفار إن أي عملية تقوية للمعارضة السورية ستشكل صفعة قوية لروسيا، ولكن الجيش الوطني بنظر الغرب ليس منظما كما الحال في أوكرانيا، ولا يثق بتزويده بالسلاح النوعي.
وأضاف أن مايحدث في أوكرانيا مرتبط بالقضية السورية ولا سيما أن الظالم هو ذاته، ولكن كلام الغرب بأنهم لم ينتبهوا إلى تمدد روسيا في سوريا غير صحيح، فقد دخلت روسيا إلى سوريا بغض نظر من جانب الغرب.
أصوات غربية
وارتفعت أصوات في الغرب بعد غزو الروس أوكرانيا باتجاه تحميل المسؤولية للزعماء السياسيين بسبب تراخيهم إزاء التدخل العسكري الروسي في سوريا بحسب ما قاله خبير الأسلحة الكيميائية الضابط السابق في الجيش البريطاني هاميش دي بريتون غوردون لصحيفة الغارديان.
التحذيرات من أن أوكرانيا قد تصبح مثل سوريا إذا لم يتدخل الغرب بشكل حاسم برزت في أوكرانيا خصوصا وعبر عنها فالنتين ياكشوشك أستاذ العلوم السياسية في جامعة كييف
الغرب وإن لم يتدخل بشكل عسكري مباشر في أوكرانيا إلا أن فرضه عقوبات اقتصادية طالت الرئيس بوتين وزراء في حكومته، وتقديمه مساعدات عسكرية للقوات الأوكرانية ساهم في التصدي للقوات الروسية وكبدها خسائر كبيرة.
الائتلاف والسلاح النوعي
الخسائر الروسية في أوكرانيا دقت ناقوس الخطر لدى الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي سارع أمينه العام هيثم رحمة إلى تحذير المجتمع الدولي بأن تلك الخسائر قد تدفع بوتين إلى الانتقام من الشعب السوري ودعا إلى تزويد الجيش الوطني السوري بالعتاد النوعي ومضادات الطيران أسوة بدعم أوكرانيا
ومع تسارع الأحداث في أوكرانيا وازدياد احتمالات التصعيد أكثر بين الغرب وروسيا يظهر سؤال كبير وهو هل تقع مواجهات بين الجانبين في مناطق التماس التي يتواجدان فيها وبعيدا عن أوروبا ومن بينها سوريا أم أن الغرب سيغير موقفه من القضية السورية ويتجه لدعم الجيش الوطني كما فعل في أوكرانيا؟