حملة لجمع التبرعات للمدرسين المتطوعين في أرمناز بإدلب
معلمون في أرمناز يثنون على هذه المبادرة ويحثون الجميع على دعم العملية التعليمية
تواصل رابطة مدرسي أرمناز مشروعها “ساهموا” لجمع التبرعات للمدرسين المتطوعين في البلدة الواقعة غربي إدلب، في خطوة منها لدعم قطاع التعليم واستمراره، والتخفيف من الأعباء المترتبة على المدرس وتعزيز التكافل الاجتماعي بين الأهالي.
ويقول عبد الله حمود مدرس مادة الرياضيات في البلدة لراديو الكل، إنه يعمل بشكل تطوعي منذ عام 2016 ويواجه صعوبات مادية حيث لا يستطيع توفير المستلزمات المعيشية لعائلته المسؤولة منه، وأخرى معنوية فالعمل بدون راتب أفقد المعلم هيبته أمام تلاميذه والمجتمع وأفراد أسرته، ما دفعه للبحث على عمل إضافي.
ويضيف حمود أن المبادرة التي أطلقتها الرابطة إيجابية، لأنه على أبناء المجتمع الوقوف بجانب المدرس الذي يربي أطفالهم، مؤكداً أهمية دعم قطاع التعليم والمعلمين لبناء مجتمع سليم.
عبد الحميد الضعيف مدرس مادة التربية الإسلامية في البلدة أيضاً يؤكد لراديو الكل، أنه في حال تجاهل دعم قطاع التعليم سيؤثر سلباً على الطلاب وسيضطرون لقصد المدارس الخاصة التي تعد غير مناسبة للكثير من الأهالي وبالتالي سيصبح التعليم متاحاً لفئة قليلة من الناس فقط وبالطبع ذلك سينعكس على المجتمع في المستقبل.
علي حاج حمود مدرس لغة عربية في البلدة هو الآخر يبين لراديو الكل، أنه متطوع في التعليم منذ 3 أعوام حرصاً منه على سير العملية التعليمية ولكن هذا التطوع لا يمكن أن يدوم لأن المدرسين مسؤولون عن أسر خاصة في ظل الأوضاع المادية السيئة.
ويثني حمود على كل المبادرات التي تدعم المعلمين ويطالب كل الجهات بالمسارعة لتوفير رواتب لهم كونهم حافظوا على مهنتهم لفترة طويلة وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته تجاههم.
فايز حسن إسماعيل رئيس رابطة مدرسي أرمناز يوضح في حديثه لراديو الكل، أن الرابطة أطلقت مشروع “ساهموا” الذي يتضمن جمع التبرعات لمدرسي أرمناز المتطوعين منذ نهاية شهر كانون الثاني الماضي، والهدف منه مساعدة المعلم المتطوع غير المكفول من قبل أي جهة وعددهم 75 مدرساً.
ويتم جمع التبرعات من خلال صناديق وضعت في عدة مراكز ضمن البلدة، مشيراً إلى أن المشروع قائم على تبرعات الأهالي بكل الفئات سواء كانوا مغتربين أو مدرسين مكفولين أو أصحاب رؤوس أموال، وسيستمر المشروع إلى آخر يوم في العام الدراسي لهذا العام ويتم توزيعه بالتساوي على المدرسين.
ويبلغ عدد المدارس المتطوعة في مديرية التربية والتعليم في إدلب نحو 400 مدرسة تضم 130 ألف طالب وطالبة، و5 آلاف و700 من الكوادر التعليمية والإدارية والخدمية، بحسب محمد ناجي عتيق معاون مدير التربية لشؤون الثانوي.
ويضيف عتيق لراديو الكل، أن نسبة التسرب وصلت لـ 40%، حيث إن عدد المتسربين من الأطفال 145 ألف طالب تقريباً، موضحاً أن هذه المشاكل لا يمكن حلها إلا بتدخل المنظمات الدولية والجمعيات لتقديم الدعم الذي يساهم بتثبيت الكوادر وزيادة المساحة التعلمية.
وتأسست رابطة مدرسي أرمناز المؤلفة من 5 أشخاص منذ 3 سنوات وستواصل عملها إلى حين دعم المعلمين في البلدة والذين يتشاركون المعاناة ذاتها مع باقي المدرسين في محافظة إدلب في ظل تردي الأوضاع المعيشية.