فيصل المقداد يسبق صاحب “الخطوة بخطوة” إلى موسكو بـ “خطوة “.. هل تنجح الدعوة إلى تقاسم السلطة بدل تقاسم البلد؟
محللون: الخطوة بخطوة تهدف إلى إبقاء الأسد في الحكم.. والنظام لن يقاسم السلطة إلا ببضع وزارات شكلية
سبق فيصل المقداد وزير خارجية النظام غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى موسكو بيومين، وانتظر طيلة يوم أمس لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دون أن يفلح، لكنه شغل يومه بإجراء مقابلة مع قناة روسيا اليوم انبرى خلالها لمديح روسيا أمام ما وصفها بالحملة التي يشنها الغرب عليها بسبب أوكرانيا، مشبها تلك الحملة بما تعرض له النظام.
لافروف أعطى بعض وقته اليوم للمقداد على اعتباره منشغلا بالأزمة الأوكرانية، ولا سيما أن هذه الأزمة لها أولوية مع حديث الغرب أنه لن يكرر فيها تجربته في سوريا بحسب ما أعلنه المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة، الذي أشار إلى أن عدم تدخل الغرب فيها منذ البداية كان مخيبا للآمال، وأوصل سوريا إلى وضع يكون الحل فيه هو تقاسم للسلطة ملمحا إلى أن الخطوة بخطوة التي طرحها بيدرسون تندرج في هذا الإطار.
تنسيق أمريكي روسي
ورأى د. سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية أن هناك تنسيقا أمريكيا روسيا بخصوص سوريا ولا سيما أن الولايات المتحدة تراجعت عن طرحها اسقاط النظام، والخطوة بخطوة ربما تكون مخططا من جانب روسيا من أجل إبقاء نظام الأسد حاكما في سوريا.
وقال الياس ربما تم تجاوز الخطوة بخطوة باتجاه إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية ولكن روسيا لديها مشكلة رئيسة وهي عدم قدرتها على إنجاز حل سياسي، مشيرا إلى أن الموقف الروسي المعلن هو المحافظة على وحدة الأراضي السورية، والولايات المتحدة لم تعط إشارات محددة حول هذا الموضوع.
المقداد والتفاصيل
وأضاف أن زيارة فيصل المقداد إلى موسكو هدفها الحصول على تفاصيل من روسيا بخصوص اللجنة الدستورية وأيضا النظام يعول على روسيا بخصوص تسويقه عربيا، مشيرا إلى أن لافروف وبيدرسون من جهتهما ربما اتفقا على إضاعة الوقت واستغلال تراجع دعم المعارضة من أجل تمييع العملية السياسية وتسويق الخطوة بخطوة.
وقال الياس إن حديث فيصل المقداد عن عدم تفتيت البلاد لا معنى له ولا سيما أن النظام بممارساته هو من ساهم بتفتيت البلاد، وتصريحاته ليست مدروسة بقدر ما هي ضخ إعلامي لخلط الأوراق.
ورأى المحلل السياسي د. غزوان عدي أن النظام وبلحظات ضعفه لم يقبل بأي حل سياسي وسطي فكيف هو الحال الآن لافتاً إلى أن النظام يرفض تقاسم السلطة، إلا إذا ضغط الروس باتجاه مقايضة معينة بخصوص أوكرانيا لجهة إعطاء المعارضة بعض الوزرات الشكلية.
وقال د. عدي إن فرنسا ترى أنها معنية بمستقبل سوريا وهي ترغب بأن يكون هناك حلا سياسيا معقولا ولكنها ليست فاعلا أساسيا في القضية السورية كما الولايات المتحدة وروسيا.
الحل السياسي حاجة ملحة
وكان فيصل المقداد وزير خارجية النظام ذكر في مقابلة مع قناة روسيا اليوم أن هناك حاجة ملحة للتوصل إلى حل سياسي في أقرب وقت شريطة ألا يؤدي إلى تفتيت سوريا..
ومن المنتظر أن يلتقي بيدرسون بالوزير لافروف غدا لمتابعة المباحثات التي أجراها في دمشق مع السفيرين الروسي والإيراني حول مبادرة الخطوة بخطوة، والتي أعلن بيدرسون أنها مدعومة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومن بينهم روسيا.
وبموازاة ذلك ظهر موقف فرنسي داعم للخطوة بخطوة إذ لمح المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة إلى أنها تتضمن تقاسما للسلطة بين النظام والمعارضة بحدود معينة واصفا اللجنة الدستورية والعملية السياسية بأنها “مزحة”.
وبينما يركز المبعوث الأممي على الخطوة بخطوة وبأنها تتعلق بالنظام والمعارضة، فإن الجانبين أعلنا رفضها، ولكنه يواصل مساعيه أيضا باتجاه تحقيق تقدم فيها إلى جانب دفعه باتجاه عقد جولة سابعة للجنة صياغة الدستور.