النظام يرسل وفدا إلى موسكو طلبا للمساعدة هل يوافق الروس على إمداده بالغاز والقمح..؟
محللون: النظام يستجدي المساعدة من دولة محتلة والروس لن يعطوه شيئا
أرسل نظام الأسد إلى موسكو وفدا يضم أعضاء في مجلس الشعب وزعماء أحزاب مرخصة لطلب المساعدة بالغاز والقمح، ونقل ما وصفه أحد أعضاء الوفد بتساؤلات الشارع السوري وملاحظاته وعتبه جراء انكفاء الأصدقاء الروس عن المساعدة على الرغم من القدارت الكبيرة التي تتمتع بها روسيا.
إضافة للمطالب الاقتصادية تحدث عدد من أعضاء الوفد بأن من أهداف الزيارة كان سؤال روسيا عن سبب توقف وساطتها لإقامة حوار بين النظام وما يسمى بالإدارة الذاتية شرق الفرات وكذلك حول ما وصفه بتحرير إدلب وآخر تطورات المسار السياسي، في حين نقل عن مصادر قريبة من الدبلوماسية الروسية، أن مطالب الوفد لم تكن منطقية.
ورأى الأكاديمي والباحث السياسي والخبير في الشأن الروسي د. محمود الحمزة أن زيارة الوفد مدفوعة من مخابرات النظام وهدفها الضغط على روسيا من جانب النظام لكن دون أن يكون بشكل رسمي مشيرا إلى أن الروس لن يعطوا النظام شيئا.
وقال الحمزة إن هناك خلافات بين روسيا والنظام حتى في إطار اللجنة المشتركة بين الجانبين، وأيضا فيما يتعلق باللجنة الدستورية، ومرد ذلك هو دفع إيران إلى جانب النظام في هذا المجال.
وأضاف أن النظام يتحدث بين المدة والأخرى بأنه هو صاحب السيادة في سوريا، ويبعث برسائل بهذا الخصوص من خلال شخصيات تابعة له مثل خالد العبود عضو مجلس الشعب الذي هاجم في وقت سابق روسيا.
وقال الباحث السياسي سعد الخطيب إن إرسال الوفد إلى موسكو هو استجداء من المحتل لإغاثة شعب تحت الاحتلال، وهذه طريقة مهينة، لافتا إلى أن النظام يطلب من المحتل دعما اقتصاديا وسياسيا ما يعني أن النظام لا يملك شيئا، ويقول للمحتل إن كل شيء بيده.
وأضاف الخطيب أن النظام من خلال إرساله الوفد يستجدي تحريك الوضع والحصول على المعلومات فيما يتعلق بمستقبل مناطق البلاد، والروس لن يعطوا شيئا.
وحول تفاصيل زيارة الوفد ذكرت وكالة سبوتنيك أنه مؤلف من أعضاء مجلس الشعب وزعماء أحزاب سياسية مرخصة وقدموا إلى موسكو للطلب من المسؤولين الروس تقديم مساعدات اقتصادية ولا سيما بالنسبة للقمح والغاز.
ونقلت الوكالة عن الأمين العام لحزب الشعب، نواف طراد الملحم قوله بعد لقاء الوفد مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي: نقلنا وجهة نظر الشارع السوري وتساؤلاته وعتبه على الأصدقاء في روسيا، جراء الانكفاء عن المساعدة نظرا إمكانيات الروس الكبيرة.
ومن جانبه قال عضو مجلس الشعب مجيب الدندن إن التواصل مع الحلفاء الروس هدفه المساعدة في تخفيف العقوبات من خلال تفعيل عجلة الإنتاج، ودعم الدولة السورية.
وقال رئيس حزب الإصلاح الوطني، حسين راغب: بحثنا مع بوغدانوف موضوع تحرير محافظة إدلب، وطلبنا أن تكون روسيا داعما اقتصاديا لأننا نمر بأزمة كبيرة،
وقالت الأمين العام لحزب الشباب للبناء والتغيير، بروين إبراهيم أردنا أن نعلم من الخارجية الروسية عن الجهة التي تعرقل الحل السياسي لأن تأخره ليس في مصلحة السوريين في وقت وصل به الداخل إلى حالة مزرية”.
ولم تتضح أجوبة الروس على طلبات وفد النظام إلا أن بوغدانوف تحدث في مقابلة مع قناة روسيا اليوم عن أوضاع البلاد بعد سنوات من التدمير ..وقال: إن “الأزمة طالت وأُريقت دماء كثيرة وهناك مهاجرون كثر والبلد تدّمر وهناك وجود أجنبي كما مشاكل أمنية… وهذا يتطلب تضافر الجهود بين السوريين والمجتمع الدولي لأن الخطر عالمي وهذا تحدٍّ للمجتمع الدولي لذا ننطلق من ضرورة تنسيق هذه المقاربات لكي تكون جهودنا فعّالة أكثر”.
ولكن المحلل السياسي رامي الشاعر القريب من الدبلوماسية الروسية وصف طلبات وفد النظام بأنها غير منطقية.. وقال ما يدهش المرء حقاً أنهم جاءوا ليصرخوا في وجه موسكو بأن الشعب السوري يعاني الجوع والبرد والفقر وأزمة إنسانية طاحنة تتحمل مسؤوليتها روسيا، التي يجب أن تضطلع بمسؤوليتها عن انهيار الوضع الاقتصادي في سوريا.
وأضاف ..لم تتوقف الوقاحة عند هذا الحد، بل رأى الأصدقاء أن روسيا مجبرة على تقديم تعويضات كبيرة عن الدور الكبير والتضحيات الغالية التي قدّمها الشعب السوري من أجل “استعادة مكانة روسيا ووزنها في السياسة الدولية”، حيث دفع الشعب من أجل ذلك ثمناً غالياً من أرواح خيرة شبابه.