واشنطن تجدد رفضها التطبيع مع نظام الأسد وتدعم محاسبته
أميركا جددت التزامها بـ"بتعزيز محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سوريا، وتحقيق العدالة لضحاياها".
جددت الولايات المتحدة الأمريكية التأكيد على موقفها الرافض للتطبيع مع نظام الأسد، والداعم لمساءلته على جرائمه، مشددة على أن الشعب السوري لن ينعم بالسلام الدائم والعادل، دون محاسبة النظام.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، في تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” أمس السبت: “لم ولن ندعم أي جهد لتطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد أو إعادة تأهيله”.
وأضاف: “نُذكّر جميع الدول، لا سيما تلك التي تنظر في الارتباط بنظام الأسد، بأن تنتبه بعناية إلى الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري… وبالتالي فإننا نحض على مواصلة التركيز على المساءلة”.
وأردف: “التزامنا بتعزيز محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سوريا، وتحقيق العدالة لضحاياها، ثابت لا يتزعزع. ويظل تعزيز المساءلة واحترام القانون الدولي من أولويات السياسة الرئيسية لهذه الإدارة. ونعتقد أن الشعب السوري لن ينعم أبداً بسلام مستقر وعادل ودائم من دون مساءلة عن أخطر الجرائم”.
وتابع بالقول: “لا يزال برنامجنا الخاص بالعقوبات على سوريا أداة مهمة للضغط من أجل محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، لا سيما نظام الأسد. على سبيل المثال، إن تسميتنا في 7 كانون الأول اثنين من كبار ضباط سلاح الجو السوري المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية على المدنيين، وثلاثة من كبار الضباط في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية القمعية في سوريا، هي إشارة واضحة إلى التزامنا بالمساءلة والعدالة للشعب السوري”.
وزاد غولدريتش: “إن تحديد عقوباتنا لا يقتصر على النظام. ففي تموز 2021 صنفت الولايات المتحدة جماعة (أحرار الشرقية) السورية المسلحة للمشاركة في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، كما فرضت عقوبات على اثنين من قادة الجماعة”.
وحول الأحداث التي شهدتها مدينة الحسكة الشهر الماضي، قال: “الهجوم على مركز الاحتجاز في الحسكة كان تذكيراً صارخاً بأن داعش لا يزال يشكّل تهديداً لأمن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بمن في ذلك السوريون. كما أظهر قيمة شراكتنا مع قوات سوريا الديمقراطية”، معتبراً أن “الجهود الحثيثة والقادرة التي بذلها شركاؤنا المحليون إلى جانب التحالف العالمي لهزيمة (داعش) ضمنت قدرتنا على الحد من شدة الهجوم”.
وبشأن استثناء استجرار لبنان للكهرباء عبر الأراضي السورية من قانون “قيصر”، قال: “لم نرفع أو نخفف العقوبات المفروضة على سوريا.. تتركز جهودنا على مساعدة الشعب اللبناني بطريقة تتسق مع القانون الأميركي”.
وأكد غولدريتش أن الوجود الإيراني في دول المنطقة يزعزع الاستقرار، مضيفاً أن في لبنان تحديداً “يقوّض نفوذ إيران عبر شريكها (حزب الله) استقرار لبنان وأمنه، والمنطقة بنطاقها الأوسع أيضاً”.
ووصف ميليشيا “حزب الله” بأنها “منظمة إرهابية مكرّسة لتعزيز أجندة إيران الخبيثة”.
يشار إلى أن صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت الشهر الماضي، عن دبلوماسي عربي قوله إن الولايات المتحدة شنت حملة عبر الأقنية الدبلوماسية باتجاه عدد من الدول العربية، لضبط خطوات التطبيع الانفرادية نحو نظام الأسد ومنع إعادته إلى الجامعة العربية قبل الحصول على ثمن يتعلق بالعملية السياسية، والتخلص من النفوذ الإيراني.