ماذا وراء عرض إيران على النظام نقل خبرتها في مواجهة العقوبات؟
محللون: إيران تريد تخريب البلاد أكثر لنهب مواردها وجعلها سوقا لمنتجاتها الرديئة
خطت إيران خطوات إضافية في ترسيخ وجودها في مناطق سيطرة النظام، تجاوزت خلالها مسألة زيارات مسؤوليها إلى سوريا دون دعوة، كما انتقال ميليشياتها العسكرية وقادتهم من إيران وأماكن أخرى إلى سوريا.
ومن بين هذه الخطوات ما أعلنه السفير الإيراني بدمشق مهدي سبحاني من استعداد أو رغبة إيران لنقل تجربتها في مواجهة العقوبات الغربية إلى سوريا، وجعلها دولة مشابهة لها في علاقاتها مع المجتمع الدولي، وازدياد تغلغلها اقتصاديا وثقافيا من بوابات مختلفة.
علاقات مثالية
وقال سبحاني في مقابلة مع قناة “العالم” إن إيران تخضع للضغوط والعقوبات منذ انتصار الثورة قبل نحو أربعين عاما ولها تجربة في مواجهة الحصار، مشيرا إلى أن الدول الغربية مستمرة في استهداف السوريين حسب تعبيره..
وأضاف أن العلاقات بين إيران والنظام هي على مستوى عال وممتاز، ونحن مصممون على أن لا تقتصر علاقتنا المثالية على المستوى السياسي والاستراتيجي والعسكري فقط، بل تشمل أيضا القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية”.
تجربة إيران
ورأى طاهر الأحوازي عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية أنه ليس لإيران تجربة سوى تجربة التجويع الخراب والدمار والمخدرات والإرهاب، وماقاله السفير الإيراني لا يعدو كونه دعاية للاستهلاك الإعلامي.
وقال الأحوازي إن أدوات مواجهة العقوبات ومن بينها تجارة الكبتاغون و الإرهاب هي صناعة إيرانية بالأساس، لافتا إلى أن هدف إيران هو تخريب المجتمع وليس مواجهة العقوبات.
وأضاف أن إيران تفرض سياستها في سوريا بقوة السيف، ولكنها سستفشل في النهاية في تحقيق أهدافها، لأن الشعب السوري لن يهزم، وثورته من أجل تحقيق العدالة والديمقراطية ستنجح.
أنظمة مارقة
وقال الأكاديمي والباحث السياسي د. فايز قنطار إن نظام الأسد وكوريا الشمالية وإيران أنظمة منبوذة دوليا وتشترك بأنها أنظمة مارقة.
وأضاف أن إيران لا تستطيع تقديم أي حلول لسوريا، خاصة أن الشعب السوري تحول إلى شعب يعيش على المساعدات، مشيرا إلى أنه من المفارقة أن من يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي يقدمون مساعدات للسوريين.
وقال د. قنطار إن إيران عمليا مسيطرة على معظم البلاد ولا سيما في مجال الاقتصاد، وكرسي بشار الاسد كلف السوريين كل هذا الدمار، ورهن سوريا لعشرات السنين، مشيرا إلى أن إيران تعمل على جعل البلد خرابا من أجل أن تستثمر مواردها وسوقا لمنتجاتها.
بلد مستباح
وازدادت زيارات المسؤولين الإيرانيين خلال الشهر الماضي إلى دمشق، بعد افتتاح وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان مرحلة جديدة من علاقات ثنائية وزيارات لم يسجل في الأخبار الواردة عنها أنها كانت بناء على دعوة رسمية أو ماشابه، والتي كان آخرها زيارة وزير الطرق وبناء المدن رستم قاسمي.
وارتفعت الصادرات الإيرانية إلى سوريا بنسبة 90 في المئة خلال الأشهر التسعة من مارس، وحتى ديسمبر الماضيين وغالبيتها بحسب مسؤولين إيرانيين صناعات هندسية وقطع ومكونات التوربينات البخارية إلى جانب المواد الغذائية والأدوية بينما الصادرات السورية إلى إيران معظمها من الفوسفات الخام.
ووصلت قبل يومين حافلات كبيرة تُقل زوارا شيعة إيرانيين إلى دمشق قادمين من الأراضي العراقية .