على وقع الأزمة في أوكرانيا روسيا تصعد ضد الولايات المتحدة في سوريا.. هل ستكون سوريا ساحة صراع مقبلة؟

محللون: روسيا والغرب لا يرغبان بالمواجهة ولكن إن حدثت فستكون في سوريا وليس في أوكرانيا

بعد نحو أسبوعين على مقتل زعيم داعش شمال سوريا على يد الولايات المتحدة، أعلنت روسيا إن العملية لم تكن بالتنسيق معها على الرغم من ترحيبها بها في وقت سابق، وجددت أيضا التأكيد بأن الاستخبارات الأمريكية تعتزم استغلال متطرفين في سوريا لتنفيذ عمليات ضد قوات النظام وروسيا وإيران.

التصريحات الروسية تأتي في ظل تصاعد التوتر بينها وبين والغرب على خلفية الأزمة في أوكرانيا وزادت حدتها خلال الأيام القليلة ولا سيما عبر وزارتي الدفاع والخارجية لتصل حد  اتهام الولايات المتحدة بالتخطيط لتأجيج الاحتجاجات في سوريا على خلفية الأوضاع المعيشية، وتحميلها مسؤولية هذه الأوضاع بسبب العقوبات فما هي أبعاد التصعيد الروسي ضد الولايات المتحدة في سوريا؟

استعراض قوة

ورأى المحلل السياسي ديمتري بريدجيه أن التصريحات الروسية تندرج في إطار استعراض القوة، ومن المستبعد حدوث مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا، ولكن من الممكن أن تشن روسيا حملة على مناطق سيطرة المعارضة لتوجيه رسائل للغرب.

وقال بريدجيه إن روسيا تريد توجيه رسائل من خلال القوة العسكرية لتخويف الطرف الآخر مستدركأ أنه من  الممكن أن تحدث مواجهة في سوريا بدلا عن أوكرانيا على اعتبار الأخيرة منطقة حساسة بالنسبة لأوروبا  ولروسيا أيضا ولا سيما فيما يتعلق بمسألة الغاز، وبنفس الوقت فإن العقوبات الغربية تلحق أضرارا كبيرة بروسيا.

لا رغبة بالمواجهة

وقال د. سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية إن روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان باستمرار التنسيق بينهما في سوريا، ولا سيما أن روسيا هي التي تتحكم بالملف  السوري بموافقة أمريكية.

وأضاف أن سوريا هي دولة تخضع للاحتلال الروسي خاصة، وتزداد أهمية سوريا بالنسبة لروسيا على خلفيها صراعها مع الغرب في الملف الأوكراني، وتعمل على نشر قواعدها في مناطق مختلفة من العالم ولا سيما في سوريا، في ظل سياستها بالعودة كقوة عالمية.

وقال د. سامر الياس إن روسيا والولايات المتحدة لن تذهبا باتجاه التصعيد على خلفية الملف الأوكراني، وقد أعلن كل منهما عدم رغبته في المواجهة، ولكن إذا أرادت الولايات المتحدة فإن باستطاتها جعل روسيا تدفع ثمنا باهظا.

وأضاف أن قرع طبول الحرب والضخ الإعلامي واستعراض القوة هدفه التوظيف السياسي على طاولة المفاوضات.

اتهامات روسية

وكان نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف اتهم الولايات المتحدة بعدم الالتزام بإجراءات عدم الاشتباك مع موسكو في سوريا مشيرا إلى أنها لم تخطر موسكو مسبقًا بالضربة التي استهدفت زعيم “داعش” في سوريا.

وجدد سيرومولوتوف التأكيد أن الاستخبارات الأمريكية تعتزم استغلال متطرفين في سوريا لتنفيذ عمليات ضد قوات النظام وروسيا وإيران بحسب مانقلته عنه وكالة تاس الروسية الرسمية.

وكان جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أعلن أن الاستخبارات الأمريكية تخطط لتعبئة خلايا متطرفة نائمة في العاصمة السورية وريفها ومحافظة اللاذقية لشن هجمات مركزة على عناصر أجهزة أمن النظام والقوات الروسية والإيرانية.

وقال: إنه في إطار هذه الخطة “تنوي واشنطن إطلاق حملة إعلامية واسعة بما في ذلك في الحسابات الناطقة باللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الميول الاحتجاجية في المجتمع”.

وأيضا ذكر نائب مدير مركز حميميم الروسي اللواء أوليغ جورافليوف، في بيان: “تفيد المعلومات الواردة بأن زعماء العصابات المسلحة المختفية يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف الموظفين والمنشآت للحكومة في أراضي محافظات حمص ودمسق ودرعا والسويداء.

وبالتزامن ذكرت قناة روسيا اليوم في تقرير أن مصير الصراع الروسي الأمريكي والنظام العالمي الجديد سيتقرر في الشرق الأوسط والخليج وبأن روسيا يمكنها محاربة الولايات المتحدة دون إشراك أوروبا في المنطقة الأقرب وهي سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى