مناشر الحجر والرخام.. أجور جيدة ومقصد لعمل نازحين بإدلب
تتراوح أجرة العامل في هذه المهنة بإدلب ما بين الـ 75 و 100 ليرة تركية
شهدت حرفة مناشر الحجر والرخام في إدلب خلال الأشهر الماضية، ازدهاراً كبيراً في ظل الهدوء النسبي الذي يسود ريف المحافظة الشمالي، ويأتي ذلك في وقتٍ ازدادت فيه الحركة العمرانية في المنطقة؛ بسبب ارتفاع عدد السكان، ما يوفر فرص عمل لآلاف الأشخاص.
رضا عبد المجيد صاحب ورشة للحجر والرخام في مدينة سلقين يقول في حديثه لراديو الكل، إن حرفة مناشر الحجر انتعشت منذ ثلاث سنوات، وزاد الطلب على الحجر والرخام الذي يُستخدم لواجهات المباني والمنازل بسبب كثرة الأبنية السكنية في المدينة، مضيفاً أن المدينة توسّعت جغرافياً بمساحة سكنية جديدة تقدر بـ 10 كيلو متر مربع.
وأشار عبد المجيد إلى أن حرفة مناشر الحجر تدر له والعاملين معه مبالغ مالية جيّدة قياساً بمهن أخرى، وأنه وفّر خلال تلك المدة أكثر من 20 فرصة عمل لشبان من سكان المنطقة والنازحين إليها بأجور تتراوح بين 75 إلى 150 ليرة تركية حسب خبرة الشخص بالعمل.
عبد الغفور عيسى، مهجّر من الغوطة الشرقية إلى المدينة يقول لراديو الكل، إنه اكتسب خبرة لا بأس فيها في نحت الحجر بعد مضي عامين ونصف العام من دخوله المهنة وهو يتقاضى 100 ليرة يومياً، مؤكدًا أنها مهنة شاقة ومتعبة وفن وذوق في آن واحد.
مصطفى العلي نازح من ريف معرة النعمان الشرقي إلى المدينة أيضاً يبين لراديو الكل، أنه يعمل في حرفة الحجر والرخام ويتقاضى 75 ليرة تركية يومياً يستطيع من خلالها أن يسد احتياجات منزله والمستلزمات الأساسية.
ولفت في حديثه إلى أن مناشر الحجر من أخطر الحرف كونها تحتوي ورشاتها على آلات حادة لقص الحجر والرخام، ويحتاج العامل فيها إلى توخي الحذر أثناء فترة عمله حتى لا يصاب بأذى قطع الأطراف.
مرهف السيد أحمد تاجر مواد الحجر والرخام في مدينة إدلب يوضح في حديثه لراديو الكل، أنه يملك مستودعاً كبيراً في محيط إدلب، يعمل به أكثر من 25 عاملًا مهامهم فرز الأحجار كل منها حسب نوعها ليتم تصديرها إلى خارج البلاد عبر معبر باب الهوى الحدودي.
وأشار إلى أن أكثر البلدان المستوردة للحجر السوري هم دول الخليج واليونان وقبرص، حيث يتراوح سعر المتر الواحد من الحجر بين 4 إلى 15 دولاراً أمريكياً حسب نوعه وتعدده بدءاً من الأحجار الزهرية والصفراء، وصولًا إلى العسلية التي تعتبر من أجود الأنواع وأكثرها طلباً للتصدير.
وتتمتع المناطق الشمالية لمحافظة إدلب (سلقين، حارم، كللي، سرمدا، الدانا) بحركة عمرانية كبيرة ضمن مساحة جغرافية ضيّقة، ما استدعى أصحاب المناشر إلى استقبال آلاف العمال نظراً للحاجة الكبيرة في طلب الحجر في السوق المحلي والخارجي.