روسيا تتحدث عن مؤامرة أمريكية لدعم الاحتجاجات والقيام بتفجيرات.. فهل استشعرت خطر الاحتجاجات؟
خبير عسكري روسي يدعو من خلال قناة روسيا اليوم إلى " قتل أو اعتقال" مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من المحتجين
تحت عنوان مخططات خارجية تدفع الأهالي للاحتجاج، أطلقت روسيا من خلال هيئة الاستخبارات الخارجية ووزارة الدفاع تهديدات بأن النظام سيستخدم القوة ضدهم، بعد أن لمح النظام بأن الاحتجاجات مرتبطة بعملاء إسرائيل، وتحذيرات بأن على المحتجين التفكير مليا والتحلي بالصبر قبل اتخاذ أي موقف من الأزمات المعيشية.
التهديدات الروسية قد تكون الأخطر كونها تلوح بالحل العسكري ما يعني أن مقدماته ستكون مشابهة للسيناريو الذي اتبعه النظام مع بداية الاحتجاجات في العام 2011 أي قيامه بتفجيرات لإيجاد ذرائع تدخله العسكري، حيث حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن قادة جماعات مسلحة يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف الموظفين والمنشآت للحكومة في حمص ودمشق ودرعا والسويداء”.
دعوة لقتل المحتجين
ودعا الخبير العسكري الروسي قسطنين سيفكوف عبر قناة روسيا اليوم إلى قتل أو سجن السوريين الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لتأجيج الاحتجاجات كما حدث مع بداية العام 2011، مضيفا أن موضوع الاتصالات حساس جدا ولذلك فإن مواجهة الاحتجاجات تتم عبر ملاحقة أولئك الذين يعملون على زعزعة الوضع باستخدام تلك الوسائل.
وقال سفكوف إن الولايات المتحدة تعمل على زعزعة الوضع في سوريا وجر روسيا إلى أزمة جديدة كما تفعل في أوكرانيا من خلال توظيف الخلايا النائمة للإرهابيين الموجودة في الصحراء لمناهضة الحكومة العسكرية.
روسيا تريد تشويه الاحتجاجات
وأكد المحلل السياسي الروسي ديمتري بريدجيه أن الكرملين يحاول إعادة الهيبة للنظام وهو يخشى بنفس الوقت من الاحتجاجات ولذلك يحاول تشويهها وإعطاء صورة سيئة عن المتظاهرين، وبأنهم سيقومون بتدمير المؤسسات، مشيرا إلى أن روسيا تتبعها لإسكات الشارع كما حصل في بيلاروسيا.
وأضاف بريدجيه أن روسيا لا تعبأ لاتهامها بأنها دولة احتلال، فموقفها لم يتغير حتى بعد العقوبات الغربية التي فرضت عليها على خلفية أزمة أوكرانيا على سبيل المثال.
وأوضح بريدجيه أن ما تحاول روسيا الآن فعله هو مساعدة النظام على حل بعض القضايا الاقتصادية ولكن تبدو هذه المساعدة غير فعالة بحكم الفساد المستشري في النظام وعدم الاستجابة أيضا للمطالب الروسية.
خطر استمرار الاحتجاجات
ورأى عبد الوهاب عاصي الباحث في مركز جسور للدراسات أن الروس والنظام يستشعرون خطر استمرار الاحتجاجات ولا يملكون العودة عن قرارات تم اتخاذها إزاء الأوضاع المعيشية، ولكن من المتوقع أن يفتح الروس قنوات اتصالات مع المحتجين من خلال شخصيات معينة وتقديم بعض التنازلات ومن بينها ما يتعلق وضع الرافضين للخدمة العسكرية من أجل فض الاحتجاجات.
وقال عاصي إن روسيا لا يهمها وصفها بأنها قوة احتلال أو غير ذلك فقد استخدمت 17 مرة الفيتو دفاعا عن إجرام النظام كما استخدمت الحل العسكري في أكثر من مكان وآخرها في درعا، قبل أن تنتقل لتطرح نفسها وسيطا، ولكنها بنفس الوقت ستستجيب لبعض المطالب التي لا تؤثر على وضعها.
وأضاف أن النظام سيستخدم الأساليب الإجرامية مثل القيام بأعمال تفجير إذا استشعر خطر استمرار الاحتجاجات، ولطالما استخدم هذه الوسائل لإيجاد ذريعة لاستخدام الحل العسكري.
مخطط أمريكي..!
وكانت الاستخبارات الخارجية الروسية ذكرت أن الولايات المتحدة تخطط لاستغلال الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية الصعبة في سوريا لتنظيم مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة ما يدفع من أسمتهم بأجهزة إنقاذ القانون إلى استخدام غير متكافئ للقوة ضد هؤلاء وسيتم فيما بعد تسميتهم بالمحتجين السلميين”.
ونقلت قناة روسيا عن الهيئة قولها في بيان إنه في إطار الخطة “تنوي واشنطن إطلاق حملة إعلامية واسعة لتشجيع الميول الاحتجاجية في المجتمع”.
وأيضا حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن قادة جماعات مسلحة المختفية يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف الموظفين والمنشآت للحكومة في أراضي محافظات حمص ودمشق ودرعا والسويداء”.
وتأتي التهديدات الروسية بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية في السويداء والدعوات لاحتجاجات مماثلة في محافظات أخرى بسبب الأوضاع المعيشية السيئة والأوضاع الأمنية المتردية.
وفي وقت سابق حذرت المستشارة الخاصة في رئاسة النظام بثينة شعبان المحتجين على رفع الدعم عن المواد الأساسية من أن مايقومون به يصب في مصلحة إسرائيل وطالبتهم بالتحلي بأعلى درجات الوعي والتفكير.