الروس ينتقدون رفع الدعم والنظام يلمح إلى ارتباط الاحتجاجات بإسرائيل، ما الدوافع والأهداف؟
محللون: الاحتجاجات تضعف دور روسيا، وإيران مستفيدة وسقف الاحتجاجات مطلبيّ أكثر منه سياسي
نأت روسيا بنفسها عن الهزة التي أحدثها قرار النظام رفع الدعم عن مواد أساسية بوصفها دولة مسيطرة على قرار البلاد وشنت عبر وكالة رسمية تتبع لها هجوما على القرار وحملت النظام مسؤولية تداعياته، وفي حين لم يصدر من إيران الدولة الثانية المسيطرة على البلاد بعد روسيا، تعليقات حول الموضوع إلا أن بثينة شعبان القريبة منها لمحت إلى أن مايقوم به المحتجون يصب في مصلحة إسرائيل.
ومن جانبها بدت وسائل إعلام النظام شبه الرسمية كقناة سما وصحيفة الوطن مربكة ومتمزقة بين كونها محذرة من تداعيات قرار رفع الدعم أو مقللة من حجم تداعياته ولا سيما أنه جاء في ظل تصاعد الأزمة المعيشية للأهالي ليزيد من حدتها وهو ماظهر على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال احتجاجات الأهالي في السويداء مع ازدياد نسبة الباحثين عن طريق للهجرة بحثا عن لقمة العيش.
روسيا لا ترغب بالاحتجاجات
ورأى د. سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية أن روسيا تسعى منذ مدة للترويج بأن سوريا باتت آمنة وبالتالي تهيئة الأجواء أمام المساعدات الغربية، ولا تريد بالتالي أن تكون هناك موجة احتجاجات تؤثر على تثبيت وضعها في البلاد.
وقال الياس إن الوضع في مناطق سيطرة النظام وصل إلى حد خطير من حيث المستوى المعيشي، وهناك من يموت من الجوع بالفعل وليس كما قالت لونا الشبل مستشارة الأسد أنه لا أحد يموت من الجوع في سوريا، وواضح تماما أن المواطن السوري هو من يدفع ثمن سياسة النظام، ولكن الأهالي من الصعب أن يسكتوا إزاء انهيار الوضع المعيشي.
وأضاف أنه من الصعب الحكم على كيفية تأثير الأوضاع المعيشية على موظفي النظام ولا سيما أولئك المنضوون في إطار أجهزته القمعية من جيش وأمن لأنهم باتوا مرتبطين به.
رفع الدعم كان متوقعا
وقال د. عبد المنعم حلبي الأكاديمي والباحث في العلاقات الاقتصادية الدولية إن تفاصيل رفع الدعم كانت واضحة من خلال الموازنة والعجز الذي شكل نسبة مرتفعة فيها، ما يعني وجود مؤشر على توجه النظام لتقليص العجز من خلال تخفيض الدعم، مشيرا إلى أنه كان من المتوقع أن يتم استبعاد أكثر من ثلاثين بالمئة وليس فقط 15 بالمئة.
وأضاف أنه من المؤكد أن لإيران أجندة ضمن سوريا بعيدا عن النظام، ولا سيما أنه أصبح لديها امتدادات شعبية، وحاضنة لميليشياتها، وهي تقتنص أية فرصة ولا سيما بالنسبة للأوضاع المعيشية من أجل الاستفادة والتمدد والتغول أكثر في المجتمع السوري.
وقال إن سقف الاحتجاجات التي تجري حاليا مطلبي، ومع الأسف فإن رفع السقف باتجاه سياسي غير مطروح لأن ماحدث في الفترة الماضية كان قاسيا وشديدا على السوريين.
انتقادات سبوتنيك
وكانت وكالة سبوتنيك التابعة للحكومة الروسية انتقدت بشدة قرار النظام رفع الدعم ووصفته بأنه تخلٍ من الحكومة عن دورها الاجتماعي والاقتصادي وبأنها أرادت الحصول على الأموال من الأهالي بدل أن تتجه لحماية فقرائها ودعمهم
ومن جانبها حذرت المستشارة الخاصة في رئاسة النظام بثينة شعبان المحتجين على رفع الدعم عن المواد الأساسية من أن مايقومون به يصب في مصلحة إسرائيل وطالبتهم بالتحلي بأعلى درجات الوعي والتفكير.
من جانبها قناة سما الموالية وبعد أن حذرت في تقرير سابق من تداعيات خطيرة لقرار رفع الدعم ووصفته بأنه الأسوأ منذ العام 2011، مؤكدة أن التداعيات بدأت تظهر وأحد جوانبها ازدياد نسبة الهجرة بحثا عن لقمة العيش
ولم تتحدث القناة عن الاحتجاجات في السويداء إلا أن صحيفة الوطن وصفتها بالفردية وقالت إنها لقيت استنكارا من أهالي المحافظة الذين تعرقلت أعمالهم لدى الدوائر الرسمية، فيما قال المحافظ نمير حبيب مخلوف إن الاحتجاجات الشعبية قيد المتابعة وأهاب بالمحتجين تجنب قطع الطرقات.