وكالة روسية تنتقد قرار النظام رفع الدعم عن ثلاثة ملايين سوري
سبوتنيك: رفع الدعم حجة لتخلي الدولة عن دورها الاجتماعي بعد تخليها عن دورها الاقتصادي
وصفت وكالة سبوتنيك الروسية قرار النظام رفع الدعم عن نحو ثلاثة ملايين سوري بأنه يؤكد تخلي الحكومة عن دورها الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
وقالت الوكالة الروسية إن الحكومة السورية ارتأت اللجوء للحلول السهلة لتحصيل الأموال في ظل هذا الواقع المتأزم وبدل أن تتجه لحماية فقرائها ودعمهم، كان رفع الدعم أولها وأسهلها.
وأضافت سبوتنيك التي تتبع الحكومة الروسية أن رفع الدعم بحجة تقديمه لمستحقيه لا يمكن أن يفسر إلّا تخليًا غير مباشر عن الدور الاجتماعي للدولة بعد تخليها فعلياً عن دورها الاقتصادي.
ونقلت الوكالة عن الدكتورة لمياء عاصي وزيرة الاقتصاد سابقاً قولها إن “رفع أسعار حوامل الطاقة بأنواعها، بالتأكيد سيؤدي الى زيادة تكاليف الإنتاج الصناعي والزراعي وتربية المواشي وغيرها، وسيرتفع أكثر معدل التضخم في الوقت الذي يعاني معظم الناس من ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم كفاية الدخل”.
واضافت أن “رفع الدعم في ظل ظروف الفقر والتدني الشديد للقدرة الشرائية للمواطنين وانعدام الأمن الغذائي لنسبة عالية جداً من الأسر السورية، يمكن أن ينتج عنه تداعيات خطيرة اجتماعية واقتصادية، كلفتها تفوق كلفة الدعم الذي يجب أن يرفع بشكل تدريجي وتسبقه إجراءات كثيرة لتخفيف آثاره”.
وكما نقلت عن الباحث الاقتصادي عمار يوسف قوله إن “قرار رفع الدعم سيؤدي إلى سحق الطبقة المتوسطة وطحنها، وهي لا تتجاوز حالياً 3% من عدد السكان”.
ونوه إلى أن نتيجة أخرى وهي “عملية الفرز الطبقي التي ولّدها القرار والتي انبثق عنها، المستبعد وغير المستبعد، وهو ما يتوجب دراسة ومعالجة اجتماعية دقيقة، والأهم من ذلك كله أن تكون مادة الخبز خارج حسابات قرار رفع الدعم”.
ومن جانبها شبهت الدكتورة والباحثة الاقتصادية رشا سيروب رفع الدعم في الظروف الراهنة بـ”الدواء الذي تكون آثاره الجانبية أكبر بكثير من استطباباته”. وقالت لا يجوز التعامل مع ملفٍ شائك كملف الدعم بمعزلٍ عن ثلاث ركائز، أولها الحد الأدنى للأجور، وثانيها الحماية الاجتماعية، وثالثها إعانات البطالة.