هل تنجح ندوة “سوريا إلى أين؟” في كسر الجمود السياسي وإعادة هيكلة مؤسسات المعارضة؟
محللون: الندوة أثبتت أن المعارضة ليست مشرذمة، والكرة في ملعب مؤسساتها لتفعيل دورها
اختتمت الندوة البحثية “سوريا إلى أين؟” مداولاتها في الدوحة بمشاركة حشد كبير من قوى الثورة والمعارضة، إضافة إلى مؤسسات المعارضة الرسمية والتي تركزت أهدافها على بحث كسر الجمود في الحالة السياسية السورية، مواجهة التطورات الميدانية والسياسية ومن بينها استعادة النظام خلال السنوات الأخيرة معظم الأراضي وبعضا من موقعه الدبلوماسي.
وبحسب مصادر الندوة التي جاءت تحت عنوان “سوريا إلى أين؟” ودعا إليها رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب فإن مشاركة منظمات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث وفعاليات اجتماعية من بينها جاليات سورية شكلت نسبة 65 بالمئة من المشاركين في حين أعطى الحضور الأمريكي دعما للحراك الجديد.
تفعيل مؤسسات المعارضة
وأكد محمد ياسين نجار رئيس المكتب السياسي لحركة العمل الوطني من أجل سورية وأحد المشاركين في الندوة أهمية الفعالية لجهة تفعيل عمل مؤسسات الثورة السورية، والاستفادة من الكفاءات والخبرات السياسية والفكرية والإدارية.
وقال إن الكرة الآن في ملعب مؤسسات المعارضة، لأن المدة الماضية كانت تعاني جمودا على صعيد عملها، ولا سيما بالنسبة لهيئة التفاوض خصوصا أنه لم يكن هناك مرجعية واضحة بالنسبة لعمل لجنة صياغة الدستور.
وأضاف نجار أن الحضور الأمريكي في الندوة أعطى دلالات إيجابية، ولا سيما في ضوء موجة التطبيع، لجهة استمرار الاعتراف الأمريكي بتمثيل مؤسسات المعارضة للسوريين، مشيرا إلى أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش أكد موقف بلاده إزاء القضية السورية.
وقال إن الهدف من الجلسات المغلقة خلال الندوة لم تكن في إطار وجود أسرار تتعلق بها بقدر ماكانت تتعلق بتوسيع مساحة الصراحة والشفافية.
ومن جانبه وصف فضل عبدالغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان وأحد المشاركين في الندوة بأنها خطوة جيدة لجهة لقاء السوريين ضمن تجمع لبحث المستجدات والخطوات اللاحقة.
التوصيات عامة
ورجح وائل علوان الباحث في مركز جسور للدراسات أن يكون للندوة تأثير كبير على آداء المعارضة، وقال إن ما يميز الندوة هو أن الباحثين والمراكز البحثية كانت تصدر أوراق تنتقد فيها أداء المعارضة أما الآن فإن تلك الأوراق أصبحت أمام مؤسسات المعارضة الرسمية التي استفادت مما طرح.
وأضاف أن التوصيات تأخذ طابع الإلزام الأدبي بالنسبة لمؤسسات المعارضة، ولا سيما أن هذه المؤسسات لا يمكن أن تتجاوز الرأي العام وجمهور الثورة، مشيرا إلى أن توصيات الندوة لم تتحول إلى مرجعية، إنما هي تراقب عمل المعارضة في إصلاح بنيتها.
المعارضة ليست مشرذمة
وقال علوان إن الندوة أثبتت بأن المعارضة ليست بهذا التشرذم والخلافات التي تسوق أحيانا حتى من قبل جهات داعمة، إذ اجتمع الائتلاف وهيئة التفاوض والحكومة المؤقتة ومنصتا موسكو والقاهرة، ومراكز الأبحاث والجميع ناقش ورقة التوصيات، ما يعني أن قوى المعارضة قادرة على الاتفاق على ورقة موحدة.
وأضاف أن مشاركة منظمات المجتمع المدني والمستقلين ومراكز الدراسات ووسائل الإعلام أعطى الندوة زخما مهما لأن تلك الفعاليات هي وليدة الحالة، والتطورات التي حصلت خلال السنوات الماضية.
أبرز التوصيات
وأصدر المشاركون في الندوة توصياتٍ بعد مداولات استمرت ليومين تلاها رياض حجاب وأكدوا فيها الالتزامَ بالحل السياسي واعتمادَ نظام اللامركزية الإدارية وإعادةَ هيكلة مؤسسات قوى الثورة والمعارضة
ومن بين التوصيات ضرورة تكثيف الجهود المبذولة لتنمية مناطق سيطرة قُوَى الثورة والمعارضة، مرحلياً، محذرة من المحاولات التي يبذلها النظام وحلفاؤه لتوظيف معاناة السوريين بهدف جلب الأموال الخارجية تحت شعار “إعادة الإعمار” و”التعافي المبكر”.
حضور أمريكي
وأعطت مشاركة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ايثان غولدريتش مؤشراً على دعم أميركي لأعمال الندوة، إضافة إلى حضور مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي.
وطمأن المسؤول الأمريكي المشاركين في الندوة بأن لا تطبيع مع نظام الأسد ولا تشجيع لمن يريد التطبيع.
وكان رياض حجاب حدد في كلمته في الافتتاح الهدف الرئيس من تنظيم هذه الندوة في مراجعة الحسابات، وإعادة ترتيب الأولويات لمواجهة التحديات.