هل تنجح المشاورات في دفع النظام باتجاه الجامعة العربية رغم معارضة السعودية وقطر؟
محللون: معطيات متداخلة حول عودة النظام تتأرجح بين الموافقة والرفض
ينتظر النظام عبوره للجزائر وأمامه ضوء سعودي قطري أحمر، في وقت تنشط فيه مشاورات تقودها عُمان “دولة المهام الخاصة” في مرحلتها الثانية بعد مشاورات مماثلة انبرت لها في المرحلة الأولى الإمارات، بينما يظهر الأمين العام للجامعة العربية ينسق المشهد ومهيئا مسرح الجامعة أمام عودة ابنها الضال.
إرباك في ساحة العبور خلط الحسابات، فالضوء البرتقالي الأمريكي، جعل اللاعبين وعلى رأسهم أمين عام الجامعة يطلق تصريحا عن اجتماع وزاري قادم لدراسة عودة النظام، سرعان ما تم نفيه والاستعاضة عنه بتصريح ضبابي سار على إيقاع البرتقالية الأمريكية وتلاشى في الفرضيات.
معطيات متداخلة
ورأى علي الأمين رئيس تحرير موقع جنوبية أن معطيات عديدة تتداخل بالملف السوري وتفتح المجال أحيانا على إعادة النظام للجامعة والحد من العقوبات عليه، وأيضا تدلل أحيانا على عكس ذلك، لكن لا شك أن هناك مستوى من التفاهم الأمريكي الروسي حول الملف السوري ليس في كل شيء ولاسيما مع وجود العامل الإيراني.
تغلغل إيراني
وأضاف الأمين أن إيران استطاعت من خلال حرسها الثوري التغلغل في مفاصل النظام، وأصبحت شريكا له على المستوى الداخلي، ومن الصعب خروجه دائرة التأثير الإيراني، يضاف إلى ذلك أن الموقف العربي وحتى الأمريكي ليس مقتنعا تماما بالقدرة على إخراج إيران، ولذلك فإن الطلب هو أن يتقلص الهامش الإيراني فقط.
وقال إن التطبيع مع النظام يعبر عن نظام مصالح داخلي ولا سيما بالنسبة للأردن، ولكنه لن يغامر بخطوات بعيدة دون أن يكون هناك ضوء أخضر أمريكي.
معادلات هيأت للعودة
ورأى الكاتب والصحفي عهد مراد أن هناك معادلات هيأت لعودة النظام للحضن العربي منذ اتفاقية الغاز، وموافقة الدول العربية وإسرائيل على اجتياحه درعا من أجل تنفيذ هذه الاتفاقية.
وقال مراد إن السعودية لا تريد أن تكون في واجهة مشروع عودة النظام ولكنها تقبل بعودته، مشيرا إلى أن تصريحاتها المتشددة تندرج في هذا الإطار.
وأوضح مراد أن مصر التي تربطها علاقات وطيدة بالسعودية، وأيضا مع النظام، وهي لن تستطيع الذهاب في علاقاتها معه إن لم توافق السعودية.
وقال مراد إن النظام أمام مصالحه لن يبقى متمسكا بالمشروع الإيراني ولا سيما في ضوء وجود روسيا القوي في سوريا.
تصريحات أبو الغيط
وكانت قناة المملكة الرسمية سارعت إلى حذف خبر من صفحتها كانت نسبته لأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط حول انعقاد اجتماع وزاري عربي في مارس المقبل، لبحث عودة النظام إلى الجامعة.
القناة الأردنية بثت مقابلة مع أمين عام الجامعة الموجود في عمان قال فيها إن عودة النظام مرهونة بحدوث مشاورات عربية واستجابة النظام للمواقف العربية
تأرجح المعطيات
في الموقفين اللذين نقلتهما قناة المملكة عن أبو الغيط تتأرجح المعطيات والتفاصيل، فالإعلان عن اجتماع وزاري يشير إلى أن التفاهمات مع النظام حسمت وفي التراجع عنه يظهر أنه لا يزال وضع النظام يتطلب المزيد من التشاور أو أنه لم يلب متطلبات عربية..
المتطلبات العربية أكدها وزير الخارجية العماني خلال زيارته لدمشق قبل أيام وهي الزيارة التي وصفت بأنها “المحاولة الثانية” لإعادة النظام إلى الجامعة بعد المحاولة الأولى من جانب الإمارات و”تركز على على علاقة النظام بإيران
ومن جهة أخرى فإلى جانب دول مثل الأردن ومصر والإمارات والجزائر تعمل على إعادة النظام للجامعة فإن الدول الرافضة لهذه العودة وخصوصا السعودية وقطر تركز على أن الظروف غير ملائمة وبأنه “لا ينبغي مكافأة الأسد على هجماته المستمرة على شعبه”. بحسب ما أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.