لاجئون سوريون في أوروبا يواجهون صعوبة في لم شمل عائلاتهم
تعرف على أسباب تأخر قضايا لم الشمل للاجئين السوريين في أوروبا
يواجه لاجئون سوريون في البلاد الأوروبية صعوبات كثيرة في لم شمل عائلاتهم إليهم في خضم حياة مملوءة بالعمل والتعب، كحال علي قازان من أهالي مدينة إدلب، وهو لاجئ في ألمانيا منذ خمس سنوات.
ويقول لراديو الكل، إنه تقدم للسفارة الألمانية في لبنان بعد وصوله إلى ألمانيا بعدّة أشهر من أجل لم شمل زوجته إليه مع تقديم كافة الأوراق الثبوتية الخاصة بزواجهما، إلا أن الأمر في المحاولة الأولى استغرق نحو سنة وسبعة أشهر دون أي نتيجة.
ويشير قازان إلى أنه استعان بمحامٍ لينوب عنه في متابعة ملف زوجته في مكتب الأجانب في السفارة الألمانية في لبنان، منوهاً بأن المحامي تمكن من لم شمل زوجته بعد مدّة سنة وثلاث أشهر، وتقاضى 3 آلاف يورو لقاء أتعابه.
أما محمد السيد من أهالي مدينة سلقين هاجر إلى هولندا مطلع عام 2014 تاركاً خلفه زوجته وأطفاله الاثنين وعاد إلى سوريا بعد ثلاث سنوات لعجزه عن لم شملهم، على الرغم من تواصله مع السفارة الهولندية في تركيا وتقديم كل ما يلزم من الأوراق القانونية الخاصة بزوجته وطفليه، واصفاً “الإجراءات القانونية الهولندية في سفاراتها بأنها صارمة وبطيئة في آن واحد”.
بينما تبين رشا عتيق مهجرة من حمص ومقيمة في تركيا لراديو الكل، أنها انفصلت عن زوجها المقيم في ألمانيا بعد انتظار دام خمس سنوات، مؤكدة أنها لم تستطع الانتظار أكثر من تلك المدة، وأن المماطلة في الإجراءات القانونية فيما يخص قضيتها شكلت أعباء كبيرة عليها وصولاً إلى مرحلة إلغاء السفر، ورفض زوجها العودة كون الحياة في ألمانيا أفضل على صعيدي العمل والعيش.
والكثير من اللاجئين السوريين اتجهوا إلى طرق بديلة عن لم الشمل قانونياً بعد انتظار طويل، عبر تهريب عائلاتهم وإدخالهم إلى بلاد اللجوء بطريقة غير شرعية وبتكلفة وصلت إلى 22 ألف يورو كحال محمد الناصر من أهالي إدلب الذي عانى مدة 6 سنوات بحثاً عن وسيلة يستطيع من خلالها لم شمل زوجته في ألمانيا.
ويعزو طارق عبد القادر الناشط في شؤون المُهاجرين في هامبورغ الألمانية لراديو الكل، أسباب تأخر قضايا لم الشمل للاجئين السوريين إلى كثرة الدعاوى المقدمة لمكاتب الأجانب في السفارات الألمانية، إضافة إلى التحقق منها، لافتاً إلى أن مكتب الأجانب واجه الكثير من المعوقات بقضايا لم الشمل أبرزها تقديم أوراق ثبوتية للزوجة والأطفال مزورة وغير نظامية.
وطالب عبد القادر اللاجئين السوريين التحلي بالصبر فيما يخص قضاياهم، وحذر من مخاطر تهريب الزوجة والأطفال إلى بلاد اللجوء بطرق غير شرعية حتى لا يقعوا بفخ النصب والاحتيال.
وبلغ عدد السوريين اللاجئين في ألمانيا وفقاً للإحصائية الأخيرة لمكتب الاتحادي للإحصاء في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نحو 790 ألف حتى نهاية عام 2019.