كتل إسمنتية بديل الخيام لنازحين في ريف إدلب
آراء متباينة لنازحين في إدلب بخصوص القرى السكنية الجديدة
تعمل منظمات دولية ومحلية في محافظة إدلب، على نقل نازحين من المخيمات إلى مجمعات تحوي منازل إسمنتية من أجل التخفيف من وطأة أوضاعهم المعيشية ، وذلك عبر مشاريع التجمعات السكنية التي بدأت قبل أعوام.
ويقول عروة الحسين نازح من ريف حلب الشمالي ومقيم في تجمع سكني بدير حسان لراديو الكل، إنه وعائلته ذاق مرارة السكن في خيمة قماشية لنحو 5 سنوات متحملًا خلالها مآسي ظروف الحياة الصعبة، إضافة إلى معاناته من شح الخدمات التي تتوفر بالمخيم وافتقاره إلى أدنى مقومات العيش.
وأشار في حديثه إلى أن إحدى المنظمات قامت بإنشاء تجمع سكني في منطقة دير حسان شمالي إدلب، ووفرت لهم مطلع العام الفائت منزلاً إسمنتياً بمساحة 50 متراً مكعباً، وتكفلت بنقلهم إليه، لافتاً إلى أن المنزل ليس بالمستوى المطلوب لكنهُ أفضل من حال الخيام.
أما فراس العيضي نازح من ريف حماة الشمالي يبين لراديو الكل، أن القرية السكنية التي تم نقلهم إليها منذ عدّة أشهر في مشهد روحين شمالي إدلب وفرت لهم ما كان ينقصهم خلال مسكنهم في المخيم من مدارس لتعليم أطفالهم ونقطة طبيّة يتلقون فيها العلاج إضافة إلى الخدمات من توفير المياه والكهرباء.
وعلى الرغم من إطلاق عشرات المشاريع السكنية التي تُخفف من معاناة النازحين في المخيمات، إلا أن بعضاً من الأهالي يرفضونها بشدّة، مُشددين على عودتهم إلى بلداتهم وقراهم التي هُجروا منها خلال الأعوام الماضية، معتبرين “القرى السكنية الجديدة أشبه بالمستوطنات الصغيرة التي تُحطم آمال العودة لديهم”، بحسب مرهف العبدلله نازح من ريف إدلب الغربي.
جمعة محمد نديم مشرف مشروع التجمعات السكنية في جمعية الخيرات للمساعدات الإنسانية يوضح في حديثه لراديو الكل راديو الكل، أن الجمعية نقلت مئات النازحين إلى مجمع يضم 428 كتلة سكنية في منطقة دير حسان، إضافة إلى إنشاء 252 كتلة سكنية في مشهد روحين في الريف ذاته لازالت قيد العمل وسيتم إيواء النازحين فيها خلال الفترة القريبة ريثما يتم الانتهاء من أعمال الصرف الصحي.
وعن دور وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ من إنشاء التجمعات السكنية في إدلب، يقول محمد عبد السلام غزال مدير دائرة العلاقات العامة في الوزارة لراديو الكل، إن دورهم يكمن في تنظيم عمل المنظمات الإنسانية من خلال تقديم إحصاء عن مخيمات النزوح وتقديم الأراضي العامّة والإشراف على إقامة المشاريع السكنية خدميًا وفنيًا.
وأضاف غزال أنه يتم فرز النازحين وإيواؤهم في التجمعات السكنية وفقاً لأولويات الوزارة بدءاً من المخيمات العشوائية، ثم الأهالي الذين يفترشون أراض خاصة للتخفيف من وطأة دفع الإيجارات، إضافة إلى نقل الأهالي المقيمين قرب خطوط التوتر الكهربائي كيلا يتعرض بعضهم إلى الخطر.
ويبلغ عدد المساكن الإسمنتية التي نفّذتها المنظمات الإنسانية في إدلب بحسب غزال نحو 35 ألفاً موزعة في أطمة وكفرلوسين ودير حسّان وسرمدا وحارم ومعرتمصرين وكللي شمالي إدلب.
أحمد بكرو رئيس المكتب السياسي في الهيئة السياسية في محافظة إدلب يؤكد لراديو الكل، أن الهدف من إحداث المشاريع السكنية هو تحويل الأشخاص إلى مستهلكين ينتظرون المساعدات والسلة الإغاثة، ليبقى جل طموح الفرد في كيفية الحصول على المساعدة وليس في البحث عن عمل وتطوير ذاته ومجتمعه.
ويبقى مليون ونصف المليون نازح في مخيمات شمالي غربي سوريا يواجهون الظروف الجوية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة وبالأخص المقيمين في المخيمات العشوائية التي تزيد عن 400 مخيم.