بيدرسون يؤكد لمجلس الأمن أن سوريا مقسمة واقتصادها انهار وشبابها يفرون وعشرات الآلاف معتقلون
محللون: سوريا تحولت إلى أربع دول والحل بوصاية دولية تحت رعاية الأمم المتحدة
نتيجة ما آلت إليه البلاد أوضحها أخيرا المبعوث الأممي غير بيدرسون أمام مجلس الأمن أمس: بلد مقسم بحكم الأمر الواقع، ومجتمع ممزق بشدة، واقتصاد منهار، والجريمة إلى ازدياد، والشباب يسعون للفرار وأكثر من 12 مليون نازح عشرات الآلاف محتجزون أو مختطفون.
ماذهب إليه بيدرسون يؤكد الآن ما يتحدث به السوريون منذ مدة من أن البلاد غارقة في كارثة حقيقية، في وقت تتصارع فيه القوى الدولية والإقليمية أو تتنافس أو تتفاهم على تقاسم الحصص والنفوذ، بينما يظهر النظام ميليشيا من الميليشيات التي تسيطر على مناطق البلاد التي وصل حالها إلى ماوصل بعد البدء بتدميرها بشكل بطيء منذ ستينات القرن الماضي..
ورأى المحلل السياسي د. غزوان عدي أن الوضع الحالي في سوريا يلائم إسرائيل ويصب في مصالحها، وسوريا حاليا مقسمة وإسرائيل تشارك في صياغة القرار الأمريكي، والولايات المتحدة هي من أعطت الضوء الأخضر لروسيا وإيران للدخول إلى سوريا.
وضع يلائم إسرائيل
وأضاف أن كل طرف من القوى المتدخلة في سوريا يعمل على تحقيق مصالحه ولا يهمه مصالح السوريين، مشيرا إلى أن حكم الاستبداد هو من استجلب تلك القوى لأن لا يهمه سوى نهب الثروات وبقائه في الحكم، بينما السوريون وصلوا إلى مرحلة مادون الصفر.
وقال المحلل السياسي د. راتب شعبو إن المشهد السوري هو الآن يتلخص بوجود أربع مناطق كما لو أنها أربع دول، والمأساة تتعمق، وهناك مأزق استراتيجي في الوضع السوري فليس من مصلحة أي منطقة من تلك المناطق التوصل إلى حل سياسي لأنها ستفقد مصالحها ولا سيما أن كلا منها مرتبط بقوى خارجية.
وصاية دولية
وأضاف د. شعبو أن اقتصاد سوريا في جميع مناطقها مدمر ليس فقط بسبب الصراع وإنما أيضا بسيطرة قوى متعددة مشيرا إلى أن المناطق الأربع تعيش وضع اقتصادي كارثي ومن أجل الخروج من هذا الوضع لا بد من وصاية دولية من خلال الأمم المتحدة
وقال إنه في ظل غياب عدم القدرة على إنتاج آلية شرعية دستورية فإن البلد بالضرورة يذهب إلى الجحيم سواء كان هناك مؤامرة عليه أو لا .
ورسم المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون صورة قاتمة للوضع في سوريا إذ أكد في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي أمس أن سوريا منقسمة بحكم الأمر الواقع والمجتمع ممزق بشدة والسوريون لا يرون أي تقدم ملموس نحو حل سياسي”.
مأزق استراتيجي
وقال بيدرسون إن سوريا الآن في مأزق استراتيجي ولا يزال أكثر من 12 مليون سوري نازحين، حيث إن العديد منهم يواجهون الآن ظروف الشتاء القارس عشرات الآلاف محتجزون أو مختطفون أو مفقودون”.
وقال “إن الاقتصاد السوري انهار والإجرام ازداد لافتا إلى سعي الكثير من الشباب لمغادرة البلاد والحصول على فرصة خارج سورية مما يجعلهم فريسة لتجار البشر وأمراء الحرب.
ما أكده بيدرسون تحدث به السوريون منذ مدة، ولكن وعلى الرغم من صوتهم وصل إلى مجلس الأمن إلا أن المجتمع الدولي لا يزال صامتا..كما قالت الناشطة السياسية ثريا حجازي في مداخلة أمام المجلس الأمن
بيدرسون دعا كما يدعو الناشطون ولكن السؤال هو ماذا بعد الكلمة التي ألقاها هل سيتجه مجلس الأمن المجمد بحكم الفيتو الروسي إلى إيجاد حل سياسي في سوريا؟