على وقع الأزمة في أوكرانيا .. روسيا تصعد دبلوماسيا ضد الولايات المتحدة باستخدام الملف السوري
محللون: الأزمة بين روسيا والولايات المتحدة لن تصل إلى صدام مباشر بينهما في سوريا
بيان روسي تصعيدي ضد الولايات المتحدة وعودة للحديث عن تمديد المساعدات عبر الحدود والخطوط ستة أشهر أخرى بعد أن تم ذلك قبل نحو أسبوعين واتهام للولايات بنهب شرق الفرات ودعم الإرهاب في إدلب، إضافة إلى المطالبة بانسحابها من الأراضي التي تحتلها بصورة غير شرعية بحسب البيان.
تصعيد روسيا يتزامن مع احتدام أزمتها مع الغرب بالنسبة للملف الأوكراني، وتحذيرات الولايات المتحدة من غزوها أوكرانيا بعد أن حشدت الجيوش على حدودها وتجري مناورات واسعة هناك، فهل ستثير روسيا ملفات مقابلة لتخفيف الضغط الغربي عليها، وماذا لو تصاعد التوتر بين الجانبين أكثر، كيف سنعكس على ملفات القضية السورية؟
تصعيد بسبب الضغوط
المحلل السياسي حسن النيفي أرجع تصعيد روسيا خطابها ضد الولايات المتحدة باستخدام الملف السوري إلى أزمتها المتصاعدة مع الغرب على خلفية الموضوع الأوكراني مستدركا أن الملف السوري ليس له أولوية في المساحة الروسية الأمريكية.
وقال إن الضغط الغربي على روسيا أجبرها على التلويح بأوراق أخرى، ولكن تعطيل الولايات المتحدة لمشاريع روسيا هو مسألة مقلقة بالنسبة لها مشيرا إلى أن وجود الولايات المتحدة شرق الفرات يحول دون تحقيق روسيا ما تريد ولا سيما اقتصاديا، إضافة إلى إمساكها بأوراق قيصر وإعادة الإعمار.
آليات لضبط الصراع
عبدالمجيد بركات أمين سر الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني السوري ومنسق فريق عمل متابعة قانون قيصر في الائتلاف أكد أنه لا يمكن فصل الملف السوري عن بقية الملفات الدولية، ولكن بالنسبة للصراع الأمريكي الروسي فهو مضبوط بآليات تمنع أن ينحدر إلى درجة الصدام المباشر ويرجح أن يبقى في إطار الوكلاء.
وقال بركات إن روسيا في العام الماضي خرجت خالية الوفاض، ولا سيما بالنسبة لإعادة اللاجئين وإعادة تعويم النظام ومسألة التعافي المبكر، ولهذا تصعد من مواقفها، مشيرا إلى أن الاتهامات الروسية للولايات المتحدة ليست جديدة.
وأضاف أن الولايات المتحدة بدورها تعاني بحكم اعتمادها على تنظيمات إرهابية شرق الفرات، وانكفائها عن الملف السوري، وهو ماجعل الأطراف تصعد في تلك المنطقة، ولا سيما من جانب روسيا التي لديها موطئ قدم فيها وأيضا النظام، ولكن لاتزال الولايات المتحدة هي من يمسك بشرق الفرات.
أوراق روسية
ورأى د. سامر إلياس الكاتب المختص في الشؤون الروسية أن روسيا تستخدم جميع الأوراق التي بحوزتها في صراعها مع الغرب على خلفية الأزمة في أوكرانيا، وروسيا ترى أن الورقة الروسية هي ورقة مهمة ضمن أوراقها التفاوضية، وبأن اتهاماتها للولايات المتحدة تندرج في إطار سياستها التصعيدية بهدف الوصول إلى تفاهمات دولية جديدة.
وقال إن روسيا لن تفتح جبهات مع الولايات المتحدة لتجنب إغراقها أكثر بالمستنقع السوري لأن الولايات المتحدة ممسكة بقانون قيصر وبالإنعاش المبكر وإعادة الإعمار.
البعثة الروسية
وشنت بعثة روسيا في الأمم المتحدة هجوما حادا على الولايات المتحدة واتهمتها بدعم الإرهاب في سوريا ونهب ثروات شرق الفرات وعدم التزامها بالقرار 2585 الخاص بتمديد المساعدات عبر الحدود والخطوط.
وقالت البعثة الروسية في بيان نقلته قناة روسيا اليوم إن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز مواقع الإرهابيين من تنظيم “هيئة تحرير الشام” الإرهابي في إدلب بشمال سوريا على حساب دافعي الضرائب الأمريكيين وتقدمهم بديلا للحكومة في دمشق” .. بحسب تعبيرها.
وأَضافت أن على واشنطن أن “تنسحب من الأراضي التي تحتلها بصورة غير شرعية، وتعيد لدمشق الأراضي الخصبة وراء الفرات وتكف عن نهب البلاد، حيث تنقل منها قوافل من شاحنات النفط الذي تم استخراجه في شمال شرقي سوريا”.
ولم تتوضح مناسبة إصدار البعثة الروسية في الأمم بيانها الهجومي ضد الولايات المتحدة إلا أن يأتي في ظل توتر متصاعد بين الغرب وروسيا في ظل حديث الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في الناتو حول استعدادات روسية لشن عملية غزو لأوكرانيا مقابل حشود مقابلة للغرب والتلويح بعقوبات وخيمة.