266 مخيماً وآلاف المدنيين تضرروا هذا الشهر بشمالي سوريا بسبب الثلوج والأمطار
دعا "منسقو استجابة سوريا" جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، إلى العمل على تلافي فجوات التمويل الكبيرة.
وثّق فريق “منسقو استجابة سوريا” تضرر 266 مخيماً وآلاف النازحين في شمالي سوريا، خلال شهر كانون الثاني الحالي، بسبب العواصف المطرية والثلجية التي ضربت المنطقة، داعياً المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة إلى سد فجوات التمويل، لتأمين الدعم لأكثر من مليون ونصف المليون نسمة من قاطني المخيمات.
وفي بيان نشره عبر معرفاته الرسمية، اليوم الأربعاء، تحدث “منسقو الاستجابة” عن “ارتفاع عدد المخيمات المتضررة من العواصف المطرية والثلجية خلال شهر كانون الثاني 2022 إلى أكثر من 266 مخيماً حتى الآن، مع استمرار عمليات التوثيق الكاملة للمخيمات في مختلف المناطق، يضاف إليها أكثر من 23 حريقاً ضمن تلك المخيمات، مع انهيار مستمر في درجات الحرارة”.
وأكّد أنه “لم تسجل الاستجابة الإنسانية للمنظمات العاملة في المنطقة أي تحسن إضافي، بسبب استمرار العوامل الجوية، وزيادة حجم الأضرار، إضافة إلى ضعف عمليات التمويل الرئيسية للأحداث الأخيرة في المخيمات”.
وأوضح أن النازحين “لا يستطيعون في أكثر من 70% من المخيمات، الحصول على مواد التدفئة لهذا العام، كما يحتاج 95% من المخيمات التي تركيب مواد للعزل على الخيام، مما يتطلب زيادة عمليات الإغاثة الإنسانية للنازحين في المخيمات، و الإسراع في عمليات نقل النازحين من المخيمات إلى مساكن مؤقتة، والتي من شأنها تخفيف الأضرار الناجمة عن العوامل الجوية المختلفة”.
ولفت أن “عجز التمويل المعلن عنه من قبل الأمم المتحدة والبالغ 39 مليون دولار كتمويل استجابة الشتاء للنازحين، هو مبلغ أقل من المبلغ الفعلي وتحتاج المخيمات إلى ضعف هذا المبلغ للوصول إلى تأمين 85% من الاحتياج فقط”.
ودعا “منسقو استجابة سوريا” في بيانه “جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة إلى العمل على تلافي فجوات التمويل الكبيرة الموجودة حالياً، وذلك لتأمين الدعم اللازم لأكثر من مليون ونصف مدني في تلك المخيمات، تضرر منهم بشكل مباشر أكثر من 200 ألف مدني حتى الآن”.
والأحد الماضي، أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان نشره، ضرورة إيجاد حل لمشكلة مخيمات النازحين في الشمال السوري، مطالباً بنقل قاطنيها إلى أماكن آمنة، مستنكراً استثمار القضية من جميع الجهات، وذلك تزامناً مع عاصفة ثلجية ثانية ضربت مخيمات الشمال السوري.
وكان قد وصف الدفاع المدني السوري في بيان له، الاثنين الماضي، أوضاع النازحين منذ بدء العاصفة الثلجية والمطرية بـ”الكارثية”، مشيراً إلى أن “مئات العوائل التي هربت من قصف النظام وروسيا إلى مخيمات النزوح باتت اليوم مهددة بفقدان ملاذها الأخير”، وذلك “في ظل اقتصار أعمال الاستجابة الإنسانية على جهود فتح الطرقات للوصول إليها”.
وأكد أن “ضعف أعمال الاستجابة الإنسانية على الصعيد الدولي والمحلي على حد سواء يزيد من الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون في المخيمات منذ أكثر من 10 سنوات”، لافتاً إلى أن “الحل الجذري” لهذه “المأساة” هو توفير العودة الآمنة للمهجرين إلى مساكنهم ومحاسبة نظام الأسد.
وتكرر مشهد الفيضانات وغرق الخيام في السنوات الـ10 الماضية، مع بداية هطول الأمطار واشتداد العواصف، وسط عجز الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية عن إيجاد الحلول الناجعة، لاسيما أن المخيمات أغلبها تقع في أراضٍ طينية.
ويعيش في شمال غربي سوريا أكثر من 4 ملايين نسمة، قسم كبير منهم نازحون بالمخيمات يفتقدون لفرص العمل ويعاني معظمهم من الفقر، ويحتاجون لأبسط مقومات الحياة.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن 4.2 مليون شخص يعيشون بشمال غربي سوريا، بينهم 3.4 مليون يحتاجون لمساعدات إنسانية، منهم 2.8 مليون نازح.