روسيا ترسم بطائراتها الحربية مجالها الحيوي في سوريا.. ما الرسائل ؟
محللون: المناورات رسائل لدول المنطقة بأن سوريا باتت من جمهوريات الاتحاد الروسي
تكثف روسيا استعراض قوتها العسكرية في سوريا، وزادت في المدة حضورها بحرا وجوا وبرا باستخدام أحدث أسلحتها التي جربتها في البلاد منذ دخلتها نهاية العام 2015 أما الأهداف فترسمها صواريخها ومدرعاتها وطائراتها.
فبعد سيطرتها عسكريا على ميناء اللاذقية وسيرت دورياتها ترافقها قوة رمزية للنظام، والمناورات التي أجرتها في البادية أيضا بحجة تدريب قوات النظام، نفذت أمس أيضا مناورات قالت إنها الأولى لطائراتها الحديثة بمرافقة بضع طائرات للنظام.
مناورات مشتركة
ونفذت طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام أول مناورة مشتركة في الأجواء السورية بمشاركة طائرات متطورة من طراز ”سو-35” وطائرة “أ-50” للإنذار المبكر أقلعت من قاعدة “حميميم” الجوية، ومطاري “سيكال وضمير” في محيط دمشق
ونقلت قناة روسيا عن وزارة الدفاع الروسية إن الطائرات الحربية حلقت على امتداد خط الهدنة في هضبة الجولان، ثم على الحدود الجنوبية، حتى نهر الفرات وفوق المناطق الشمالية من سوريا.
وخلال التدريبات نفذ الطيارون الروس ضربات (وهمية) ضد أهداف أرضية، فيما عمل زملاؤهم السوريون على مراقبة المجال الجوي وتوفير الغطاء الجوي اللازم.
إسرائيل ترد
وقالت مصادر إسرائيلية إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية في سوريا “لن تتوقّف”، جراء الدوريات العسكرية الروسية المشتركة مع النظام رغم اعتبار الإسرائيليين المناورات “تطورًا ليس إيجابيًا”، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية النقيب رشيد حوراني أكد أن المناورات هي رسائل تؤكد قوة تحالف روسيا مع إسرائيل والولايات المتحدة وتهدف إلى الضغط على ميلشيات إيران
ورأى زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية أن المناورات الروسية والتي جاءت بعد استهداف ميناء اللاذقية، تندرج في إطار مصالح إسرائيل، ومن بينها إعادة تأهيل نظام الأسد، وقال إن المصالح الروسية الإسرائيلية متقاطعة وهناك تفاهم بين الجانبين.
الأسد زعيم ميليشيا
وأضاف سالم أن نظام الأسد بات الآن ميليشيا في سوريا، مشيرا إلى أن إيران وروسيا هما المتحكمان بالوضع، وسوريا باتت جمهورية من جمهوريات الاتحاد الروسي، ومحافظة إيرانية أيضا.
وقال سالم إن استثناء شرق الفرات من خط مسار المناورات الروسية هو اعتراف بالوجود الأمريكي فيها، وهو يأتي في إطار التنسيق بين الجانبين.
وقال الكاتب والصحفي زياد الريس إن المناورات هي رسائل لدول المنطقة بأن أجواء سوريا باتت ملك روسيا ومن يريد المرور عليه أن يدفع إتاوات لهم.
وأكد الريس وجود تنسيق بين إسرائيل وبين روسيا، والمناورات هي رسائل طمأنة لإسرائيل بأن المجال الجوي السوري آمن بالنسبة إليها.
سوريا لم تعد كما كانت
وقال إن شكل الدولة السورية بعد العام 2011 ليس كما قبلها فبشار الأسد بات زعيم ميليشيا كما الميليشيات الأخرى التي تعمل لحساب دول أخرى.
وبداية الشهر الحالي أجرت القوات الروسية تدريبات مع قوات النظام بالذخيرة الحية في المناطق المتاخمة للسويداء في البادية السورية.
وفي الـ 18 من كانون الثاني الجاري، أعلنت روسيا تسيير دورية عسكرية مشتركة مع قوات النظام في مرفأ اللاذقية، بعد أيام من إعادته للخدمة، إثر استهدافه بغارة إسرائيلية.