مصر تدعو نظام الأسد لاتخاذ “إجراءات” تسهّل عودته للجامعة العربية
أميركا شنت حملة مؤخراً، عبر الأقنية الدبلوماسية، لضبط خطوات التطبيع العربية مع نظام الأسد.
تحدث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن تطلعات بلاده إلى اتخاذ نظام الأسد “إجراءات” لتسهيل عودته إلى جامعة الدول العربية، وذلك بعد تقارير تفيد بانزعاج الولايات المتحدة الأمريكية من خطوات التطبيع العربية المجانية والمنفردة مع نظام الأسد.
وصرّح شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده أمس الأحد -مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، في مقر وزارة الخارجية العمانية- قائلاً: “نتطلع أن تتوفر الظروف لأن تعود سوريا للنطاق العربي وتكون عنصراً داعماً للأمن القومي العربي”، حسب تعبيره.
وأردف: “سوف نستمر بالتواصل مع الأشقاء العرب، لتحقيق هذا الغرض، ونتطلع أن تتخذ الحكومة السورية الإجراءات التي تسهل عودة سوريا للجامعة العربية”، وفق ما نقل موقع “روسيا اليوم”.
ولم يوضّح وزير الخارجية المصري طبيعة “الإجراءات” التي يجب أن تتخذها حكومة نظام الأسد.
وشهد العام الفائت، تقارباً ملحوظاً بين نظام الأسد، وعدد من الدول العربية.
ويقود الأردن والإمارات، تياراً عربياً للتطبيع مع نظام الأسد، ورفع العقوبات عنه، وإعادته إلى الجامعة العربية، تؤيدها في ذلك دول عدة، أبرزها مصر ولبنان والجزائر والعراق.
وقبل يومين، كشف دبلوماسي عربي لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الولايات المتحدة شنت حملة عبر الأقنية الدبلوماسية باتجاه عدد من الدول العربية، لضبط خطوات التطبيع الانفرادية مع نظام الأسد ومنع إعادته إلى الجامعة العربية، قبل الحصول على ثمن يتعلق بالعملية السياسية، والتخلص من النفوذ الإيراني.
وأوضح الدبلوماسي العربي بأن المطلوب من النظام يتعلق بالعملية السياسية بموجب القرار 2254 للوصول إلى حل سياسي دائم، والتخلص من نفوذ إيران على اعتبار أن هذا الأمر مسألة تتفق عليها دول عربية وواشنطن، بهدف مواجهة السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة.
وكررت الولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية، رفضها القاطع لإعادة تأهيل النظام، ولخطوات التطبيع الدبلوماسي والاقتصادي معه.
والشهر الماضي، صرح وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن أسباب تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية “لم تتغير”، مؤكداً أنه “لا منطق” في الوقت الحالي لتطبيع العلاقات مع النظام.
وكان قد صرح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في 12 تشرين الثاني الماضي لقناة فرانس 24، بشأن عودة النظام إلى الجامعة العربية، بأن “القرار ليس أردنياً بل هو قرار عربي”، داعياً إلى “دور عربي جماعي في جهود التوصل إلى حل سياسي يحمي سوريا وشعبها”.
وفي الشهر نفسه، قال وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة إنه “حان وقت عودة سوريا إلى الجامعة العربية وكرسي سوريا يجب أن يعود إليها دون التدخل في سياساتها وفي من يحكمها”، مضيفاً أن بلاده لم توافق أصلاً على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية”.
الجدير بالذكر، أنه أعُلن قبل يومين، عن إرجاء القمة الدورية السنوية لجامعة الدول العربية على مستوى القادة والتي كان مقرراً انعقادها في 22 آذار المقبل، في الجزائر.
ويأتي تأجيل القمة حسب تصريحات صحفية من مصادر مسؤولة بالجامعة، بعد فشل المشاورات التمهيدية في توفير أجواء تصالحية تضمن مشاركة فعالة من جانب القوى العربية الأبرز، في ظل تباين المواقف حول ملفات منها تمثيل نظام الأسد، والعلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب، والوضع في ليبيا، بالإضافة للموقف من التدخل الإيراني في بلدان عربية، وفق ما أفادت تقارير إعلامية.