ماذا وراء أحداث سجن غويران ولماذا بقي ملف سجناء داعش مفتوحا ومن المستفيد وما التداعيات ؟
محللون: ماحدث ليس بعيدا عن مخطط يهدف إلى التغيير الديمغرافي وتهجير العرب
قد تنتهي أحداث سجن غويران وما رافقها من اشتباكات في محيط المنطقة في غضون ساعات أو أيام، ولكن التداعيات التي ستتمخض عنها قد لا تتوقف عند حد تطورات ميدانية، خاصة أنها ترافقت مع هجمات لتنظيم داعش في قرى مثل البصيرة في ريف دير الزور وفي الرصافة في البادية وإن كان من المبكر الوقوف على حقيقتها من حيث التزامن.
وفي الجانب السياسي جاءت أحداث غويران في ظل استعصاء في الحل في شرق الفرات، وسط تجاذبات أمريكية روسية إيرانية ومن النظام، وقد تكون قوات سوريا الديمقراطية مستفيدة مما حدث لجهة استمرار بقاء القوات الأمريكية، ولكن قد تعطي أولى تداعيات ماحدث وهي نزوح نحو 4 آلاف عائلة عربية مؤشرا عمليا لطبيعة التطورات..
أولى النتائج
التداعيات الأولى لأحداث سجن غويران تمثلت بنزوح أكثر من أربعة آلاف عائلة عائلة عربية من أحياء محيطة بسجن غويران، ومع استمرار الاشتباكات قد تدمر أحياؤهم، ومع التدمير قد لا تسمح قوات سوريا الديمقراطية بعودتهم كما حدث في مناطق أخرى من شرق الفرات.
سوريا الديمقراطية التي تمسك بالمنطقة إعلاميا كما ميدانيا تؤكد أنها استطاعت إلقاء القبض على معظم من فروا من سجن غويران ولكنها أرفقت ذلك باستمرار الاشتباكات في محيطه، وسط أنباء عن تحصن عناصر من داعش في السجن ودفع التحالف الدولي بقوات إلى محيطه.
تغيير ديمغرافي
ورأى فواز المفلح نائب رئيس الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة تزامن ماحدث في سجن غويران مع هجمات لداعش في بادية العراق والشام يؤكد وجود عمل جماعي استخباراتي أشعل المنطقة وقال إن الهدف هو إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة والمستفيد الأكبر هو تنظيم البي واي دي.
وأضاف أن عدد سكان منطقة غويران هو نحو 120 ألف، والآن تدمرت معظم بيوتهم ونزح القسم الأكبر منهم، وقد لا تسمح لهم قسد بالعودة، مشيرا إلى وضع السجن جنوبي الحسكة المشرفة على البادية وبمحاذاة الأحياء العربية كان له أهداف تتعلق بالتغيير الديمغرافي وإفراغها من المكون العربي.
تساؤلات حول الأسلحة
وتساءل المفلح لماذا لم يوضع سجناء داعش الخطرين في مناطق أخرى مثل المالكية وغيرها، وقال إن حصولهم على أسلحة ثقيلة وذخيرة ومقاومتهم ليومين يؤكد وجود مؤامرة.
وقال الكاتب والصحفي سامر الأحمد إن تنظيم داعش استفاد من الصراع الدولي والاحتقان الموجود شرق الفرات مع محاولات روسيا وإيران التوسع فيها في حين تنتشر فيها قواعد أمريكية، واتبع استراتيجية جديدة ليوجه رسالة بأنه عاد كتنظيم وظيفي وبإمكانه تحقيق مصالح قوى معينة.
وأضاف أن قسد من جانبها مستفيدة من التطورات بأن أعادت تقديم نفسها بأنها تحارب الإرهاب ويمكن الاعتماد عليها في ذلك وأيضا وضعت التحالف أمام ضغوط بعدم الانسحاب من المنطقة.
وقال الأحمد إن ماحدث في سجن غويران قد لا يكون بالتنسيق بشكل مباشر بين داعش وقسد ولكنه تم بالتواطؤ بين أفراد ولا سيما أنه حدثت بين الجانبين سابقا صفقات بإخراج عدد من السجناء.
وأضاف أن داعش أعاد خلط الأوراق فالنظام من جهته يروج بأنه يستقبل النازحين وبأنه يحتضن العشائر، وروسيا من جانبها تقول إن مناطق سيطرة قسد تعاني من فوضى، وستدفع باتجاه التفاوض مع النظام.
وقال إن قسد والولايات المتحدة يتحملون مسؤولية ماحدث، وهناك احتمالان لما بعد أحداث غويران الأول أن تدعم الولايات المتحدة قسد وإشراك العرب في إدارة المنطقة أو ذهاب الولايات المتحدة للتنصل من مسؤولياتها والخروج من المنطقة.
نظريتان حول ظهور داعش
وحتى الآن هناك نظريتان وراء أحداث سجن غويران الأولى أنها مفتعلة من جهات من بينها النظام وإيران أو قوات سوريا الديمقراطية بهدف استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة، والثانية أن التنظيم في مرحلة تنامٍ.
ومع عدم وجود إثباتات محددة حول كلا النظريتين إلا أن مايحدث يطرح سؤالا عريضا وهو لماذا بقي ملف سجناء مفتوحا منذ سنوات ودون حل ولا سيما أن الحديث يدور حول أكثر من 5000 سجين وضعوا في منطقة سكانها من العرب، ومفتوحة وتطل على بادية الحسكة المرتبطة ببادية العراق.