توقف عمليات غسيل الكلى في الغوطة الشرقية و17 حالة مهددة بالوفاة
لا تتوقف معاناة المحاصرين في الغوطة الشرقية لدمشق عند تدهور الحياة المعيشية بكل وجوهها إنما تمتد هذه المعاناة إلى كل ما يتعلق بالشأن الطبي، ففي ظل حصار بلغ عمره أكثر من ثلاث سنوات ، تم خلالها استهلاك قسم كبير من المواد الطبية الأساسية ، و في حديثنا اليوم عن الوضع الطبي نتطرق لمرضى القصور الكلوي الذين يبلغ عددهم اليوم في الغوطة الشرقية 17 شخص وهم بحاجة لجلسات غسيل مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع الواحد و يستخدم في هذه الجلسات مواد طبية و لا تتوافر في الأسواق او المستودعات العادية او حتى الصيدليات و هي خاصة بمستودعات الأمم المتحدة او مستودعات النظام ، و لان توقف هذه الجلسات تفاقم وضعهم الصحي بشكل كبير و تؤدي إلى الموت ـ فقد عملت مديرية صحة ريف دمشق على التواصل مع الأمم المتحدة لتأمين المواد الطبية الضرورية لجلسات غسيل الكلى و الأجهزة أيضا.
و لتفادي تدهور الحالة الصحية لمرضى الكلى في الغوطة الشرقية قررت الأمم المتحدة تأمين كميات من المواد الطبية و جهازين غسيل كلى و إدخالها عن طريق الهلال الأحمر السوري و لكن النظام كالعادة حنث باتفاقه مع الأمم المتحدة و قام بإدخال أجهزة قديمة.
وبالعودة للحديث عن مرض القصور الكلوي و الذي هو حالة من الفقدان المتزايد لوظائف الكلى تنشأ ببطء خلال أشهر أو سنوات دون التسبب بأية أعراض إلى أن تؤدي إلى فشل كلوي تام، هذا المرض تتداخل فيه مضاعفات كل من داء السكري و ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين و يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة منها الوفاة خصوصا لدى مرضى السكري. و يتم تشخيصه عن طريق تحليل دم للكرياتينين وتحليل بول بحثا عن الزلال.
أما غسيل الكلى فيعمل على إزالة الفضلات والسوائل التي لم تعد الكلى قادرة على إزالتها من الجسم، كما يهدف الغسيل الكلوي إلى الحفاظ على توازن الجسم عن طريق تصحيح مستويات المواد السامة المختلفة في الدم من دون إجراء غسيل الكلى، يصبح جميع المرضى المصابين بالفشل الكلوي الكامل عرضة للوفاة نتيجة تراكم السموم في مجرى الدم و هذا الخطر هو ما يهدد حياة مرضى القصور الكلوي في الغوطة الشرقية لدمشق اليوم وهو ما يجعلنا ندق نواقيس الخطر لانقاذهم من الموت المحتم.
وفي هذا الصدد قال مدير مديرية الصحة في ريف دمشق الدكتور يزن خليل، يوجد حالياً في الغوطة الشرقية 17 مريض بقصور الكلى بحاجة لجلستي غسيل كلى أسبوعياً.
وأشار “يزن” لراديو الكل إلى إنه تم التواصل بين الهلال الأحمر السوري ومنظمات الصحة العالمية “التي ترفض التعامل مع أية جهة مع المعارضة” في شهر شباط من العام الماضي، حيث تم الإتفاق على إدخال مواد وفلاتر تكفي لـ 2000 جلسة غسيل إلى الغوطة الشرقية، لكن النظام قام بإدخال مواد لـ 500 جلسة في شهر آيار، و350 جلسة في شهر تموز، بما مجموعه 850 من أصل 200، كما أدخل النظام جهازين لغسيل الكلى تبين أنهما مستعملان.
وطالب مدير مديرية الصحة منظمة الصحة العالمية الحصول على مواد الـ 1150 جلسة الذين قام النظام بتوزيعهم على مشافي مدينة دمشق، منوهاً إلى التواصل يومياً مع المنظمة من أجل اللقاحات ومواد غسيل الكلى لكن رد المنظمة يكون دائماً بان مكاتبهم في دمشق تتابع التقارير الأسبوعية والشهرية الواردة إليهم، وعلى المعارضة أن تقدم تقاريرها لمكاتب المنظمة في تركيا.
وأكد “يزن” بإنه لا يوجد حالياً سوى مركز واحد لغسيل الكلى بمدينة دوما يخدم مدن وبلدات الغوطة الشرقية.