نازحون في مخيمات بإدلب يواجهون العواصف في خيامهم المهترئة
الدفاع المدني السوري: وثقنا تضرر أكثر من 72 مخيماً في شمال غربي سوريا بسبب المنخفض الجوي
خلفت موجة البرد الشديدة والعاصفة الثلجية الكثير من المعاناة للنازحين في مخيمات محافظة إدلب، إذ يقطنون بخيام مرقعة لم تُستبدل منذ سنوات.
ويقول غزوان لبابيدو نازح في مخيم الريان بكفرعروق لراديو الكل، إن الخيمة لا ترد برد الشتاء حتى لو كانت معزولة، كما لا يوجد لديهم دخل مادي ثابت لشراء أي نوع من أنواع مواد التدفئة، علماً أنهم لم يتلقوا أي مساعدات من قبل المنظمات الإنسانية، ولا يتمكنون من إيجاد فرص عمل.
ويفتقد نازحون في مخيم خير الشام لأدنى مقومات الحياة، بحسب النازح سليمان سلمو الذي يؤكد غياب النقاط الطبية ومواد التدفئة، ما يدفع الأهالي لاستخدام أكياس النايلون والأحذية للتدفئة فتنبعث الروائح والدخان وهذا ما تسبب بانتشار أمراض تنفسية كالربو بين الأطفال، مؤكداً أنه يومياً هناك أكثر من 5 حالات جلسات رذاذ لأطفال صغار.
ويطالب سليم السلمو عبر أثير راديو الكل المنظمات الإغاثية بالنظر لوضع المخيم ومساعدة النازحين فيه، مع العلم أنهم كانوا يتلقون مواد تدفئة بشكل دوري ولكنها انقطعت لأسباب إدارية.
مصطفى صفوان من مخيم نسيم الشام جبالا يبين لراديو الكل، أنه يعتمد على النايلون والكرتون في التدفئة لأنهم تلقوا منذ بداية فصل الشتاء مساعدة بسيطة لم تكفيهم لمدة طويلة، مؤكداً أن هناك نقص شديد في مختلف المساعدات الإنسانية.
ويصف عبد السلام اليوسف مدير مخيم أهل التح أوضاع النازحين في الوقت الحالي بالسيئة للغاية، حيث إن درجات الحرارة منخفضة والعواصف تضرب الخيام، في ظل سوء الأوضاع المعيشية للأهالي الذين بأمس الحاجة لمد يد العون وتقديم المساعدات لهم، مشيراً إلى أن هناك حالات مرضية عديدة وخاصة بين كبار السن والأطفال.
محمد رحال عضو في المكتب الإعلامي في الدفاع المدني السوري يوضح في حديثه لراديو الكل، أن المنخفض الجوي أثر بشكل كبير على النازحين المقيمين في المخيمات، حيث تسببت العاصفة بأضرار مادية كبيرة لأكثر من 72 مخيماً، وتعرضت 1500 خيمة لأضرار جزئية و920 خيمة تدمرت كلياً، مشيراً إلى أن 2250 عائلة كانت تقطن هذه الخيام.
ويتابع رحال أن أعداد الحرائق تزداد كثيراً في فصل الشتاء، حيث اندلع 13 حريقاً منذ مطلع العام الحالي وأدى لمقتل 5 أشخاص من بينهم 3 أطفال وإصابة أكثر من 12 شخصاً، ويرجع سبب اندلاع الحرائق لسوء وضع النازحين المادي واستخدامهم لمواد تدفئة بدائية، والطهي داخل الخيام لعدم وجود مكان مخصص للطهي.
وينصح محمد الرحال النازحين بالابتعاد عن مواد التدفئة غير الآمنة وإطفاء المدافئ خلال فترات النوم، ووضع المواد القابلة للاشتعال بعيداً عن المدافئ في الخيام.
ولا يلبث أن ينتهي فصل الشتاء ويجفف النازحون خيامهم من الأمطار حتى تتجدد معاناتهم مع قدوم الصيف، حيث إن السنة بفصولها الأربعة باتت عبئاً على ساكني الخيام.