مأساة مستمرة.. منخفض جوي قاس يهاجم مخيمات النازحين بالشمال السوري
الأمطار والثلوج تسبب أضراراً واسعة في مخيمات إدلب وحلب
تضرر عدد كبير من قاطني المخيمات الرسمية والعشوائية بشمال غربي سوريا، جرّاء هطول الأمطار والثلوج وانخفاض درجات الحرارة بشكل حاد، أمس الثلاثاء، في حال مأساوي لم يتغير منذ 10 سنوات، بغياب الحلول السياسية والإنسانية الناجعة، لإنهاء معاناة مئات الآلاف من النازحين.
ففي ريف حلب، أفادت مراسلة راديو الكل هناك، بأن تساقط الثلوج استمر بشكل مكثف منذ مساء أمس الثلاثاء، وحتى صباح اليوم الأربعاء، في مدينتي أعزاز وعفرين، والمناطق المحيطة بهما، ما تسبب بأضرار طالت عدد من المخيمات، أبرزها مخيمات التل والإحسان والجلمة والسوار وقطمة بريف عفرين.
وأضافت أن معظم النازحين القاطنين في تلك المخيمات التي أسقطها ثقل الثلوج، تم إخراجهم منها باتجاه المدارس والمساجد المجاورة، وسط برد قارس.
وعملت فرق الدفاع المدني على الاستجابة لمناشدات الأهالي، لإخراجهم من المخيمات وفتح الطرقات، خصوصاً الطرقات بين مناطق عفرين وراجو وبلبل وشران، كما عملت على سحب السيارات العالقة في المنطقة.
وكان من المقرر أن تجرى اليوم وغداً امتحانات في كليات ومعاهد جامعة حلب الحرة في مدينة اعزاز، ولكن بسبب الأحوال الجوية السيئة، وصعوبة وصول الطلاب للجامعة، أصدرت إدارة الجامعة مساء أمس تعميماً بتأجيل الامتحانات إلى وقت لاحق لم تحدده.
وفي إدلب، تحدث الدفاع المدني السوري عن أضرار كبيرة لحقت بمخيمات ريف إدلب الشمالي والغربي جراء الأمطار الغزيرة التي تهطل على المنطقة، مشيراً إلى “أوضاع مأساوية” يعيشها النازحون في المخيمات، وصعوبة كبيرة تواجه فرق الدفاع المدني في القدرة على الاستجابة لجميع المخيمات المتضررة جراء السيول.
وأوضح مراسل راديو الكل، أن الأمطار تسببت بأضرار في مخيمات المجد 3، وشحشبو، والعمر، وخالد بن الوليد، وزمزم 2، والإحسان 1، وصابرون.
وأضاف أن الأمطار الغزيرة استقرت في المخيمات الواقعة في أراض زراعية، نتيجة انسداد عبارة تصريف المياه إلى الأراضي التركية، ما أدى إلى تضرر المخيمات وقاطنيها وانقطاع الطرقات.
وقبل يومين حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” من ارتدادات المنخفض الجوي على مخيمات شمال غربي سوريا، وعدم تحملها للرياح والأمطار والثلوج، مذكّراً أن المنخفض السابق تسبب بأضرار طالت 104 مخيمات.
وطالب الفريق جميع المنظمات والهيئات الإنسانية، برفع حالة الطوارئ، والمساهمة الفعالة بتأمين احتياجات النازحين ضمن المخيمات، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن).
وناشد جميع الجهات المانحة، المساهمة بشكل عاجل وفوري لمتطلبات احتياجات النازحين ضمن تلك المخيمات والتجمعات.
وتكثر مناشدات النازحين في كل عام قبل وأثناء شهور الشتاء القارس، مطالبين بحلول إسعافية يتفادون من خلالها برد الشتاء وأضراره، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل عام والمحروقات بشكل خاص.
وتكرر مشهد الفيضانات وغرق الخيام في السنوات الـ10 الماضية، مع بداية هطول الأمطار واشتداد العواصف، وسط عجز الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية عن إيجاد الحلول الناجعة، لاسيما أن المخيمات أغلبها تقع في أراضٍ طينية.
ويعيش في شمال غربي سوريا أكثر من أربعة ملايين نسمة، قسم كبير منهم نازحون بالمخيمات يفتقدون لفرص العمل ويعاني معظمهم من الفقر، ويحتاجون لأبسط مقومات الحياة.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن 4.2 مليون شخص يعيشون بشمال غربي سوريا، بينهم 3.4 مليون يحتاجون لمساعدات إنسانية، منهم 2.8 مليون نازح.