بعد توقف الحديث عن الوثيقة السرية.. الأردن يستأنف تحركه باتجاه الحل السياسي في سوريا
محللون: الأردن يسعى لتخفيف الضغوط عن النظام.. وأي تحرك خارج القرار 2254 مصيره الفشل
أعادت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى واشنطن قبل أيام الحديث عن مبادرة أردنية كانت تسربت بعض تفاصيلها بعيد زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة في تموز الماضي، وتقدم بموجبها الأردن خطوات دبلوماسية واقتصادية باتجاه النظام.
الوزير الصفدي كشف بأن تقاربه مع النظام هدفه استكشاف إمكانية إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة في سوريا بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين، في حين أن النظام احتفى بزيارة الصفدي وقال إنه بحث في واشنطن المزيد من خروقات قيصر.
مسارات قديمة
وأعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عزم بلاده بالتعاون مع شركاء آخرين من بينهم الولايات المتحدة التحرك باتجاه حل القضية السورية.
وأوضح الصفدي لشبكة سي إن إن ” أنه لا يمكن الاستمرار في التركيز على الأساليب التي لم تحقق النتيجة ولهذا نحاول إيجاد مسار نحو حل سياسي بالتعاون مع الشركاء.
رسالة للأردن
وقال ياسر الفرحان عضو في الائتلاف الوطني السوري و رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن المعتقلين: “لا يمكن تجاوز القرار 2254 في أي مسعى سياسي، كما لايمكن تجاهل تضحيات السوريين”.
وأضاف أن رسالتنا للأردن الشقيق ولكافة الاصدقاء بأن لا يحاولوا إطلاقا أن ينسفوا أو يميعوا القرارات الدولية فنظام الأسد غير قادر على حماية الاتفاقيات التي يحاول خداعهم بأنه يمكن أن يحميها، فهو فاقد للسيادة والمصداقية وهو الذي أثار القلاقل والفتن في الأردن الشقيق وطالما استهدفت الحكومة الأردنية والشعب الأردني أيضا ولا يزال يصدر المخدرات إلى دول الجوار.
وقال الفرحان لا يمكن الالتفاف على تضحيات الشعب السوري وإن أي حل لا يقبل به الشعب السوري لا يمكن فرضه وبالتالي عبثا تحاول أي دولة أو أي منظمة دولية التفاهم مع نظام الاسد لأنه غير قابل للديمومة وللاستمرار وغير قابل لإعادة الإنتاج والتأهيل.
ومن جانبه اعتقد عبسي سميسم مدير مكتب سوريا في صحيفة وموقع العربي الجديد أن بداية التحرك الأردني كانت قبل نحو شهرين من خلال اللاورقة التي قدمها الأردن للإدارة الأمريكية والتي قدم فيها رؤية لحل سياسي تقوم على مقاربة خاطئة.
مقاربة أردنية خاطئة
وأوضح سميسم أن مقاربة الأردن الخاطئة تعتمد على إعطاء محفزات للنظام مقابل تقديم تنازلات في موضوع العلاقة بينه وبين إيران، ولكن النظام لا يستطيع أساسا التخلي عن إيران كونه لا يمتلك القرار في هذا الأمر وأيضا إيران ردت من جانبها على التقارب العربي بتكثيف زيارات مسؤوليها إلى دمشق وبالإعلان عن إقامة مشاريع مشتركة.
ورأى سميسم أن الأردن يعتمد في تحركه على تراخي الإدارة الأمريكية تجاه القضية السورية وقال: لاحظنا منذ بداية وصول إدارة بايدن البيت الأبيض هناك تراخي سواء في التعامل مع قانون قيصر أو في التعاطي مع الدول التي تتجه للتطبيع مع النظام.
اللاورقة
ويأتي حديث الوزير الأردني لشبكة سي إن إن منسجما مع ما تسرب بعيد زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني في تموز الماضي إلى واشنطن في إطار ماعرف بالوثيقة السرية التي تحدثت عن خطوات لتغيير متدرج لسلوك النظام، مع الاعتراف بالمصالح الشرعية لروسيا أو الخطوة بخطوة.
الخطوة بخطوة تحدث أيضا عنها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون من أجل إحراز تقدم في العملية السياسية بعد محادثات أجراها في دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة وجوهر هذه المبادرة يتجه نحو أن يسير المجتمع الدولي ومن بينه الأنظمة العربية خطوة باتجاه النظام مقابل تقدم الأخير خطوة مقابلة.