تحويل الديون من “التركي إلى “الدولار” يشكل عبئاً جديداً على نازحي الساحل
بائع في مخيمات الساحل يؤكد أن سبب تحويل الديون المترتبة على الزبائن لتجنب الخسارة
حول تجار وأصحاب بقالات في مخيمات الساحل غربي إدلب، الديون المترتبة على الزبائن من الليرة التركية إلى الدولار الأميركي، حتى لا يتعرضون للخسارة، ما أدى إلى تضاعفها على الأهالي الذين يتقاضون أجورهم بالليرة التركية.
أحمد تفتنازي من سكان مخيم شام يقول لراديو الكل، إنه تراكمت عليه الديون حتى وصلت إلى قرابة الـ 800 ليرة تركية أي ما يعادل الـ 100دولار أميركي سابقاً، وبعد تراجع قيمة الليرة التركية أصبح الدين المتراكم عليه الضعف.
أحمد علي نازح في مخيم جنان يبين لراديو الكل، أنه يعمل في الأعمال الحرة ويتقاضى أجره في الليرة التركية، وكانت الديون المتراكمة عليه قرابة الـ 5 آلاف ليرة تركية أي ما يعادل الـ 300 دولار أميركي، منوهاً بأنه الآن إذا أراد أن يسدد الديون يتوجب عليه دفع 385 دولاراً أمريكياً.
مصطفى أبو محمد نازح في مخيم التعاون يؤكد لراديو الكل، أنه اشترى عجلة لدراجته النارية واتفق مع البائع أن يسدد ثمنها في اليوم الثاني، مشيراً إلى أنه عند السداد زاد عن السعر المتفق عليه 10 ليرات تركية بحجة أنه في اليوم التالي انخفضت الليرة التركية أمام الدولار.
ويلفت أبو محمد إلى أن هناك استغلالاً من قبل بعض التجار لما يحصل، منوهاً أن الأمر يعود للأخلاق أكثر من الاعتماد على الحكومات لضبط الأمر.
محمد الباشا صاحب بقالية وأدوات منزلية في مخيمات الساحل يقول في حديثه لراديو الكل، إنه خلال الفترة الماضية اضطر معظم أصحاب البقالات إلى تثبيت الديون المتراكمة على الزبائن بسعر الدولار الأميركي بعد أن أخبروا بذلك أصحاب الديون، مرجعاً سبب ذلك إلى تفادي الخسارة وخاصة أصحاب الديون القديمة.
حمدو الجاسم مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد في حكومة الإنقاذ يوضح لراديو الكل، أنهم ألزموا بدورهم جميع الفعاليات الاقتصادية بتسعيرة بضائعهم بالليرة التركية والدولار الأميركي، مؤكداً أن تحويل الديون بين البائع والشاري من التركي للدولار هو من اختصاص الشرع والدين.
الداعية الإسلامي محمد أبو إبراهيم يبين لراديو الكل، أن “الحكم الشرعي لنقل الديون من عملة إلى عملة أخرى هو أن يكون ذلك على بينة وتوافق من الطرفين وغير ذلك يتحول إلى ربا”.
ومنذ عام ونصف العام بدأ الأهالي في الشمال السوري عموماً يتداولون الليرة التركية بعد إعلان حكومتي “المؤقتة والإنقاذ” رسميا استبدال الليرة السورية بالتركية، جراء فقدان العملة السورية قيمتها أمام الدولار الأميركي والخسارات المتتابعة التي لحقت بها.
ومع تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار في الآونة الأخيرة، انعكس الأمر على أسعار السلع في الأسواق، بما فيها المحروقات، وبذلك ازدادت معاناة النازحين في مخيمات الساحل لاسيما أصحاب الدخل المحدود والعمال.