الأسئلة المحرجة” لدى شبان بإدلب فضول يخترق خصوصيات الآخرين
مرشدة اجتماعية في إدلب تؤكد أن على الجميع تقبل بعض الأسئلة المحرجة بكل ودّ لأنها غالباً ما تكون بغير قصد
يطرح أهالٍ في محافظة إدلب أسئلة يعتبرها البعض “محرجة” وقد تُثير قلقهم وتسبب لهم العديد من المشاكل النفسية.
وبعض هذه الأسئلة التي اعتاد عليها شبان وشابات هي: “ليش ماتزوجت حتى الآن”، “وصيت على ولد ولا لا”، “ليش ماعم تبحث عن عمل”، “كم عمرك؟” وغيرها.
ويقول مصطفى العوض من أهالي مدينة إدلب لراديو الكل، إنه تّخطى سن الزواج كما هي العادة في إدلب ولا يزال عازبًا ويبلغ من العمر 34 عاماً، منوهاً بأنه امتنع عن الزواج لظروف يأبى الحديث عنها.
وأضاف أنه “تعرض خلال الأشهر والسنوات السابقة للكثير من الأسئلة التي طرحها عليه رفاقه المُتطفلون المتزوجون والتي تدور حول الأسباب التي تمنعه من الزواج دون رغبته في الإجابة عنها”.
وعدّ هكذا نموذج من الأسئلة اختراقًا لخصوصية الشخص وفضل الابتعاد عن رفاقه لتكرار السؤال نفسه في كل جلسة وتجنباً لخلق المشاكل.
أما خالد الحسين من أهالي بلدة أرمناز يبين لراديو الكل، أنه تزوج منذ ثلاث سنوات ولم ينعم بطفل بعد، منوهاً بأنه سئم الذهاب إلى أقربائه ورفاقه بسبب إلحاحهم في السؤال عن أسباب تأخره في الإنجاب.
ويشير الحسين إلى أنه وصل إلى مرحلة الحرج كون هذا السؤال يُضايق الرجال ولا يجب أن يوجّه إليهم من الناحية الذوقية، مشيراً إلى أن أكثر الفئات التي تطرح هكذا أسئلة تتغافل عمّا إذا كان هناك أعراض صحيّة تمنعه من الإنجاب.
بينما سحر العبد لله من أهالي إدلب، تؤكد لراديو الكل، أنها عزفت عن الخروج من المنزل بسبب الجملة التي تتلقاها من المجتمع القريب، وهي (لساتها عازبة الله يبعث بنصيبها)، منوهة بأنها لم تعد تتحمل ما يردده صديقاتها حين تجلس معهم وكأنها بنظر الجميع فتاة ناقصة غير مكتملة.
وأرجعت منى السيد علي أخصائية في علم الاجتماع في مدينة إدلب عبر أثير راديو الراديو الكل، أسباب طرح الأسئلة المحرجة في المجتمع المحلي إلى حجم الفضول اللاإرادي لدى الآخرين، وعدم توعية الأهالي منذ القدم لأولادهم في أهمية طرح السؤال وتجنب طرح الأسئلة المحرجة، إضافة إلى البيئة التي تحتويهم والعادات التي اعتادوا عليها.
وأشارت في حديثها إلى وجود الكثير من الأسئلة التي تكون نوعًا ما محرجة، لكن معظم السائلين يطرحونها بحسن نية دون قصد، وليس من باب التطفل كما يعتبرها البعض، لذا علينا تقبّل بعضٍ من الأسئلة بكل ودّ، أو تجنب الرد من خلال الدخول بحديث آخر منعاً من إحراج السائل.
ويتعرض الكثير من الشباب أو الفتيات يومياً في مجتمعنا المحلي إلى أسئلة يمكن أن يعتبرونها محرجة لأن الإجابة عنها تمس خصوصياتهم التي يفضلون الاحتفاظ بها، إلا أن هذا النوع من الأسئلة يضع الشخص في موقف لا يحسد عليه فهو لا يريد الإجابة وبنفس الوقت لا يريد أن يحرج السائل.