بعد احتجاجات شعبية.. “محلي مارع” يعلن استقالته بسبب أزمة الكهرباء
شهد ريف حلب الشمالي مظاهرات شعبية منذ بداية العام الحالي، احتجاجاً على رفع سعر الكهرباء.
أعلن المجلس المحلي في مدينة مارع شمالي حلب استقالته، أمس الخميس، بعد توجيه اتهامات إليه وصفها بـ”الباطلة”، وذلك على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد قرار رفع سعر الكهرباء في المنطقة.
وفي بيان نشره أمس، قال المجلس المحلي: “أهلنا في مدينة مارع.. نشهد الله أننا بذلنا غاية الجهد في سبيل تقديم ما نستطيع من خدمات لأهلنا، مع علمنا بأن الحاجة كبيرة جداً والمتاح قليل جداً”.
وأضاف: “وبعد أن وُجِّه إلينا سيل من الاتهامات الباطلة. واليوم وبعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه في موضوع سعر الكهرباء، وما نتج عن اجتماعنا مع أصحاب الشأن، فإننا في المجلس المحلي نعلن تقديم استقالتنا لأهلنا في مدينة مارع”.
وأشار البيان إلى أن “المجلس في حالة تسيير الأعمال ريثما يتم تشكيل مجلس جديد”.
وخرجت مظاهرات احتجاجية مرات عدة في مارع ومناطق أُخرى شمالي حلب، منذ بداية العام الحالي، احتجاجاً على رفع سعر الكهرباء.
ورفعت خلال الاحتجاجات لافتات تستنكر قرار رفع سعر الكهرباء، من قبيل “الاحتكار يولّد الاستعمار”، و”المحرر ليس مزرعة للشركات الاحتكارية”، و“شو ماصار ماحدا همو الفقير”.
وكانت شركة “AK Energy” التي تزود مناطق شمال غربي سوريا بالكهرباء، قد رفعت قبل سعر الكيلو واط الساعي من الكهرباء إلى 1.47 ليرة تركية، وفي حال التعبئة بأكثر من 150 ليرة يصبح الكيلوواط بـ 2.50 ليرة.
كما رفعت الشركة سعر الكيلو واط التجاري الواحد إلى 2.48 والصناعي إلى 2.3.
وأصدرت شركة الكهرباء بياناً، أكدت فيه أن رفع سعر الكهرباء بمناطق الشمال السوري، مقرون بارتفاع سعرها في تركيا.
وفي 7 من الشهر الحالي، اتفقت المجالس المحلية وشركات الكهرباء في اعزاز ومارع واخترين وصوران والراعي شمالي حلب، على تخفيض سعر الكهرباء المنزلي، على أن تكون قيمة أول 100 كيلو واط مستهلكة من الكهرباء المنزلي بسعر 1.15 ليرة تركية لكل 1 كيلو واط، أما الشريحة الثانية (أعلى من 100 كيلو واط) سيكون السعر 2.30 ليرة لكل كيلو واط مستهلك منزلياً.
أما بالنسبة للكهرباء في المحلات والمنشآت التجارية والصناعي، اتفق الجانبان على أن يكون سعر كل كيلو واط بـ 2.5 ليرة تركية.
كما تضمن الاتفاق بين شركة الكهرباء والمجالس المحلية، على تخفيض حصة الأخيرة، من 8.5% إلى 4%، بهدف دعم عملية خفض الأسعار.
يذكر أن أهالي وسكان مناطق شمال غربي سوريا، يتعاملون بالليرة التركية، التي شهدت انخفاضاً في الآونة الأخيرة أمام الدولار، ما أدى إلى ازدياد الوضع المعيشي سوءاً، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء.
وخلال الفترة الماضية شهدت المنطقة إضرابات ومظاهرات شارك بها مئات المعلمين، المطالبين برفع أجورهم وتحسين الوضع المعيشي.
كما خرجت احتجاجات نددت برفع أسعار ربطة الخبز، أكد المدنيون فيها عدم قدرتهم على تأمين احتياجاتهم اليومية من هذه المادة الأساسية.
ويعيش في شمال غربي سوريا أكثر من 4 ملايين نسمة موزعين على عشرات القرى والبلدات والمدن، بالإضافة إلى مخيمات مسجلة وأخرى عشوائية، تفتقر لأدنى مقومات الحياة الطبيعية.
وتعاني مئات العائلات أوضاعاً معيشية صعبة، يرافقها ارتفاع حاد بكافة الأسعار، بالإضافة إلى قلة فرص العمل وانتشار البطالة وتدني أجور العاملين.