الملف السوري يتدحرج في دهاليز الدبلوماسية.. وتشكيك بجدوى العقوبات الأمريكية على النظام وحيادية من التطبيع
محللون: مواقف متعددة لدى واشنطن والتصريحات الأخيرة قد تكون ضوء أخضر للدول من أجل التطبيع
استحوذ الملف السوري في الساعات القليلة الماضية على مساحة واسعة في أروقة الدبلوماسية الأمريكية، فبعد رسالة رئيسي لجنتي الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب للرئيس بايدن والتي حثته على منع التطبيع مع النظام، صدر عن الخارجية تصريح لافت يؤكد أن الدول حرة في علاقاتها الدبلوماسية.
وبمقابل ذلك أفردت وسائل إعلام أمريكية مساحة من بينها قناة الحرة ومجلة فورين بوليس مساحة للحديث عن تطورات الملف السوري واستضافت مسؤولين أمريكيين سابقين شككوا بجدوى العقوبات الأمريكية على نظام الأسد لا بل ذهب بعضهم ومن بينهم السفير السابق في سوريا روبرت فورد إلى الحديث عن فشل تلك العقوبات بتغيير سلوك النظام.
حرية العلاقات
وأكد المتحدثُ باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة لا تشجع إقامة علاقات دبلوماسية مع نظام بشار الأسد، لكن الدول حرة في اختيار مسارها الدبلوماسي.
ونقلت قناة الحرة عن برايس قوله حول عدم منع الإدارة الأمريكية لدول عربية من التطبيع مع نظام الأسد: “إن الدول حرة في اختيار مسارها الدبلوماسي”، مستدركاً أن واشنطن أوضحت بشكل جلي أنه ليس الوقت الآن لإعادة تأهيل نظام الأسد”.
وفي السياق، أكد مسؤولان أمريكيان سابقان فشل العقوبات الأمريكية في حمل نظام الأسد على تغيير سلوكه، وشككا بنجاعة سياسة الإدارة الأمريكية الحالية إزاء النظام.
النظام لم يغير سلوكه
وقال آندرو تابلر مدير سابق لمكتب سوريا في مجلس الأمن القومي الأميركي لقناة الحرة إن هناك “جهودا من قبل الإدارة الأميركية في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لتخفيف العقوبات، وذلك عبرالسماح ببعض الاستثناءات خاصة في ما يتعلق بنقل النفط ، وبالتالي هناك تعديل لبعض العقوبات لتحفيز النظام للمساعدة على المستوى الإنساني، ومع ذلك، فإن النظام السوري لم يغيّر سياسته رغم تشجيعه والتخفيف من العقوبات عليه.
ومن جانبه قال السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد أن العقوبات لم تأت بأي نجاح حتى الآن، و إن المزيد من العقوبات لن تحمل النظام على تغيير سلوكه.
لا تنازلات سياسية
وأضاف فورد أن “العقوبات تحظى بشعبية في واشنطن، دون أن يكون هناك أي تقييم لنجاحها، لا سيما أنها لم تجلب أي نوع من التنازلات السياسية الهامة من نظام الأسد الذي لا يهتم بالرفاه الاقتصادي للشعب السوري. إضافة إلى أن العقوبات تسبب مشاكل لمنظمات الإغاثة الإنسانية” في سوريا.
وأفردت مجلة فورين بوليسي من جانبها مساحة واسعة للحديث عن الملف السوري ونقلت عن خبراء قولهم إن بقاء الأسد في السلطة إلى الآن وتشبثه بها، وعدم قدرة المعارضة على إسقاطه، يجعل العقوبات عديمة الجدوى.
تحول في الموقف الأمريكي
ورأى محمد سالم باحث في مركز الحوار السوري أن تصريحات المتحدث الأمريكي بمثابة ضوء أخضر للدول من أجل التطبيع مع نظام الأسد، مشيرا إلى أن هناك تدافعاً في السياسة الأمريكية وتعدداً في المواقف ضمن الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى وجود تيار يعارض العقوبات ولا سيما ضمن الديمقراطيين.
وقال إن موقف الإدارة الأمريكية جاء ردا على رسالة المشرعين، ليؤكد وقوفها في الوسط بمعنى عدم التشجيع على التطبيع وبنفس الوقت أن الدول حرة في علاقاتها الدبلوماسية.
وأضاف أن المرونة الأمريكية من نظام الأسد من شأنها أن تهدد الأمن والسلم الدوليين، على اعتبارها تشجع بشكل غير مباشر إفلات المجرم من العقاب
التجاذبات مستمرة
ومن جانبه رأى الكاتب والصحفي محمد الحموي الكيلاني أن لا تغير في الموقف الأمريكي بالنسبة للتطبيع، والتجاذبات ضمن أروقة الإدارة الأمريكية مستمرة بين من يريد التصعيد مع النظام وبين من يريد التخفيف، ولكن بالشكل العام بالنسبة للموقف من التطبيع هناك تراجع.
وتأتي المواقف الأمريكية الأخيرة ولا سيما تصريحات المتحدث باسم الخارجية في خضم اهتمام برز خلال الساعات القليلة الماضية بتطورات ملفات القضية السورية بعد مطالبة رئيسي لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، وأعضاء بارزين في اللجنتين، الرئيس الأميركي، جو بايدن، بمنع التطبيع مع نظام الأسد أو إعادة دمجه في المجتمع الدولي دون أن يجري إصلاحات واضحة للسوريين.