أفلام قصيرة تحاكي واقع أهالي إدلب تحصد النجاح رغم الصعوبات
مخرج أفلام في إدلب يؤكد أنه أخرج 15 فيلماً قصيراً بين درامية ووثائقية
حقق شبان في محافظة إدلب نجاحاً كبيراً في مجال الأعمال الفنية لاسيما الأفلام القصيرة التي تحاكي واقع السكان، فحصل بعضها على جوائز دولية وتغطية إعلامية واستحسان المشاهدين، بالرغم من جميع الصعوبات التي واجهتهم في ظل قلة الدعم وغياب شركات الإنتاج.
فالأعمال الفنية بشتى أشكالها، نوع من أنواع النضال، وسبيل لتصوير ما يعانيه الأهالي في المحافظة، ولها أثر إيجابي كبير، بحسب فاتن علي من دركوش التي طالبت عبر راديو الكل، باستمرار وتطوير هذه الأعمال.
وتشجع فاطمة زعيتر نازحة في سرمدا عبر أثير راديو الكل، الفن الذي يسلط الضوء على قضايا واقعية ويطرح حلولاً لمعالجتها، ما يزيد مستوى الوعي لدى الأهالي والمشاهدين.
وتؤكد أنه بعد سنين طويلة من الحرب الجميع بأمس الحاجة للأعمال الفنية المختلفة ودعم مواهب الشباب حتى لا يضطروا للهجرة بحثاً عن تحقيق أحلامهم وتنمية مواهبهم بمكان آخر.
محمد العمر نازح في مدينة إدلب يبين لراديو الكل، أنه من الضروري دعم الأعمال الفنية في إدلب لما لها من أهمية في عكس الواقع المعيشي وإيصال صورة إيجابية للخارج حول السكان في إدلب الذين قصفوا وقتلوا لسنوات بتهمة الإرهاب.
ويرى العمر أن الفن أقوى من السلاح، ولابد من وجود جهات داعمة لكل من يعمل بهذا المجال، ويجب توفير التسهيلات اللازمة للعمل فضلاً عن الدعم المالي كي لا يجبر الشباب للبحث عن أعمال أخرى لكسب الدخل.
وكان لنجاح فيلم “كن مبتسماً”، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم قصير بمسابقة أعدتها منظمة تركية، وقعاً كبيراً على مجد هامو من مدينة إدلب وهو بطل الفيلم، حيث لم يتوقع أن يحقق هذا النجاح بسبب الصعوبات الكبيرة في العمل.
فراس الأحمد ممثل مسرحي في بنش يقول لراديو الكل، إنه عمل مع مجموعة من الشباب الموهوبين الذين يطمحون لإنتاج أفلام تحاكي معاناة الأهالي، وكان الفيلم الأول “عهد في كنف الطفولة” يتحدث عن أهمية الحفاظ على المقاومة والسلاح، أما الفيلم الثاني فهو “وطن ثائر” شغل فيه فراس دور رجل مسن يحث السكان على الحفاظ على الأرض والوطن.
سراج الباشا مخرج أفلام في إدلب يوضح في حديثه لراديو الكل، أنه أخرج ما يقارب 15 فيلماً قصيراً ومتوسطاً تنوعت بين درامية ووثائقية تصور حياة السوريين في الشمال السوري، مشيراً إلى أن صناعة الأفلام الدرامية معقدة لأنها بحاجة لوجود تجهيزات ضخمة وممثلين في ظل غياب معاهد التمثيل والكوادر، فضلاً عن ظروف الحرب والقصف.
والفيلم عبارة عن رسالة وحكاية غايتها التأثير الإيجابي بالمجتمع وإيصال أصوات الأهالي، بحسب الباشا الذي أكد أن الفن هو سلاح فعال في تغيير وجهات النظر وكبرى الدول تستخدم الأفلام لتوجيه الأنظار لقضية معينة.
ويضطر الشباب في محافظة إدلب إلى الانتقال إلى مناطق أخرى من أجل تنمية مواهبهم الفنية سواء العزف أو الرسم أو التمثيل، ليثبتوا للعالم أن إدلب ليست ساحة حرب فحسب، وأنهم قادرون على العيش والعطاء بالرغم من كل الصعوبات.