بسبب النزوح.. تراجع مهنة صناعة أفران التنور غربي إدلب
أحد العاملين في صناعة أفران التنور في مخيم "عائدون" يؤكد أن الصناعة تراجعت بسبب حركات النزوح المتكررة
تراجعت مهنة صناعة أفران التنور غربي إدلب، بسبب حملات النزوح المتكررة، وذلك بعدما شهدت انتشاراً واسعاً مع بدايات الثورة السورية عقب توقف العديد من المخابز الآلية عن العمل.
ياسر الحردان صاحب مهنة صناعة أفران التنور وهو نازح في مخيم “عائدون” يقول في حديثه لراديو الكل، إن أهالي قرى جبل التركمان هم الفئة الوحيدة التي كانت تشتري أفران التنور من أجل الخبز عليها ولكن مع حركات النزوح المتكررة تراجع الشراء وأصبح الكثير منهم يعتمدون على شراء الخبز العادي.
ويضيف الحردان أن تربة قرى جبل التركمان من أهم المواد الأولية التي تصنع منها أفران التنور قبل أن يسيطر عليها نظام الأسد، منوهاً بأنه عزف عن هذه المهنة.
صابر أبو أحمد رئيس المجلس المحلي في قرية الشاتورية غربي إدلب يوضح في حديثه لراديو الكل، أن معظم أهالي القرية كانوا يعملون بصناعة الأفران الفخارية “أفران التنور” التي تراجعت في الفترة الأخيرة.
ويشير أبو أحمد إلى أن هناك أسباباً أخرى أدت إلى تراجع تلك المهنة والتي تعود لعدم وجود سوق لتصريف الأفران بعد نزوح أهالي قرى جبلي الأكراد والتركمان إلى المخيمات وعدم وجود أماكن لبناء تلك الأفران.
بهاء شاكر وهو نازح في مخيم الوفاء يبين لراديو الكل، أن أفران التنور تعد من تراث الآباء والأجداد بالإضافة لكونه بوابة رزق لبعض العائلات، مضيفاً أن مذاق المأكولات الخاصة بأفران التنور من حلويات وخبز وفطائر يفضلها أكثر من الأفران الآلية.
ونوه بأنه في الوقت الحالي مع اكتظاظ المخيمات وضيق المساحات افتقدوا أفران التنور التي كانت تخفف الكثير من المصاريف فهو بديل عن الغاز والأفران الكهربائية.
عبد الله حجاز نازح آخر في مخيمات الساحل يقول في حديثه لراديو الكل، إن أفران التنور كانت مهمة جداً في كل منزل، وخاصة في بداية الثورة حيث كانت بديلة عن الأفران الآلية.
حسين محمد وهو نازح أيضاً في تلك المخيمات يؤكد لراديو الكل، أن تكلفة خبز التنور هي عبارة عن طحين والقليل من الحطب المتوفر في الأراضي، مشيراً إلى أنه في ظل غلاء سعر ربطة الخبز وارتفاع سعر الغاز يفتقدون لأفران التنور بعد نزوحهم من قراهم.
وتعد تربة جبل التركمان من أجود أنواع التراب التي يصنع التنور منها، وتسمى “الطين الحر” أو “الصلصال” حيث يخلط مع الماء جيداً ويخمر، حيث يصنع من ذلك الطين حلقات بقطر حوالي 1 متر وبارتفاع حوالي 20 سم بسماكة 3 سم تترك لتجف مع بعضها ليتشكل بعدها فرن التنور بعد تركيب الحلقات بطول 1 متر ثم تترك لتجف تحت أشعة الشمس.
وصناعة أفران التنور كانت مصدر دخل مهم لمعظم العائلات في قرية الشاتورية غربي إدلب، ومع سيطرة قوات النظام على قرى جبلي الأكراد والتركمان ،فقدو أصحاب تلك المهنة أهم أسواق تصريف بضائعهم حيث اقتصر صناعة أفران التنور على الطلب فقط لأصحاب المطاعم .