عين العرب على صفيح ساخن وقيادات قسد في دائرة الاستهداف.. إلى أين تتجه التطورات؟
محللون: نبع السلام مرحلة أولى والتسخين قد يتبعه تصعيد ميداني باتجاه عين العرب ومناطق أخرى
تسخين في عين العرب وتل أبيض شرق الفرات المتاخمتين لمنطقة نبع السلام هو الأول منذ التفاهمات التركية الروسية قبل نحو عامين والتي تقضي بإبعاد تنظيمات إرهابية عن الحدود التركية لمسافة ثلاثين كيلو مترا.
التصعيد شرق الفرات بدأ قبل أيام عندما استهدف تنظيم بي ك ك مواقع تركية، في حين كان الرد التركي من خلال استهداف الطائرات المسيرة لقادة التنظيم في عين العرب ومحيطها، فهل توسع تركيا دائرة الرد لتنتقل إلى ماكانت أعلنته سابقا بخصوص العملية العسكرية لإبعاد التنظيمات الإرهابية بعد أن فشلت روسيا في تحقيق التزاماتها بهذا الشأن؟
عمليات قسد لم تتوقف
ورأى المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد حمادة أن قوات سوريا الديمقراطية هي حالة استثنائية وجدت بالمنطقة من أجل العبث بأمن المنطقة وأدواتها في هذا المشروع هي من تنظيم البي كي كي الإرهابي الذي يقاتل تركيا منذ أربعين عاما.
وقال إن عمليات قسد لم تتوقف عن أعمالها الإرهابية ولتركيا الحق في الدفاع عن أمنها وأيضا للجيش الوطني الحق في وقف التهديدات مشيرا إلى أن الجيش التركي يستهدف بشكل خاص المواقع التي تنطلق منها الأعمال الإرهابية.
نبع السلام مرحلة أولى
وأضاف حمادة أن عملية نبع السلام هي مرحلة من مراحل تأمين المنطقة، تركيا اختارت الطريق الوسط بين عملية عسكرية شاملة وبين تأمين حدودها من خلال استهداف قيادات الإرهابيين.
وقال إن الولايات المتحدة وروسيا لم تلتزما بتفاهمات سابقة بإبعاد التنظيمات الإرهابية عن الحدود لمسافة 32 كيلو مترا، مشيرا إلى أن لدى تركيا الحكمة والقوة العسكرية لفعل ما تراه مناسبا من أجل وقف التهديدات الإرهابية، وهي تنطلق في عملياتها ضمن إطار نوع من التفاهم.
صعوبات أمام العملية العسكرية
وقال فراس أوغلو المحلل السياسي والصحفي المختص في الشأن التركي أن هناك صعوبة الآن أمام تركيا للقيام بعملية عسكرية بسبب مواقف روسيا والولايات المتحدة، ولهذا تقوم بتكتيكات لاستهداف قيادات قسد أو مخازن سلاح بالتعاون مع الجيش الوطني في مواكبة للمفاوضات التي تجري في إطار الجهود الدبلوماسية.
وأضاف أن تركيا تحاول السيطرة على مناطق في الشريط الحدودي ووصل منطقتي نبع السلام ودرع الفرات والتوسع شرقا لتشكيل منطقة عازلة وآمنة لمنع التهديدات الإرهابية، وإعادة لاجئين، ولكن الأمر مرتبط بمفاوضات مع الولايات المتحدة وروسيا.
الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية النقيب رشيد حوراني توقع أن تزيد تركيا ضغطها على قوات سوريا الديمقراطية في المدة القادمة بشكل واسع، مستفيدة من حالة الانشغال السياسي والعسكري الروسي في أوكرانيا، وربما بالتدريج عن طريق استنزاف قوات قسد أن تحقق ماكانت جهزت له عسكريا وميدانيا بالسيطرة على عين العرب.
العمليات العقابية مستمرة
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن الاعتداءات التي تستهدف البلاد من خارج حدودنا باتت لا تطاق وعملياتنا العقابية ضد تنظيم بي كي كي / ي بي كي في شمال شرقي سوريا ستتصاعد.
ونقلت الأناضول عن آكار قوله إن دماء الجنود الأتراك “لن تذهب سدى”، مشيراً إلى أنّ “القوات المسلحة التركية استهدفت أوكار الإرهابيين بكل قوة.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية “تحييد” 12 عنصرًا من حزب “العمال الكردستاني المصنف على قائمة الإرهاب ردًا على مقتل ثلاثة جنود أتراك شمال شرقي سوريا.
وكثفت تركيا في الساعات القليلة الماضية من دائرة استهدافها مواقع التنظيمات الإرهابية شمال شرق سوريا، حيث استهدفت طائرة مسيرة اجتماعا لقيادات من قوات سوريا الديمقراطية في مدينة عين العرب .
استهداف قياديي قنديل
وبحسب صحيفة الوطن الموالية استنادا لمصادر وصفتها بالمحلية فإن الاجتماع ضم قياديين قدموا من جبال قنديل لتقديم الاستشارات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية دون أن تتضح نتائج القصف الذي وقع بالتزامن مع استهداف موقع لتلك الـقوات في محيط بلدة ترميك بريف مدينة عين العرب.
وقد لا يكون تكثيف القصف التركي هو رد فقط على استهداف موقع تركي ولا سيما أن هجمات التنظيمات الإرهابية متواصلة، فهل تنطلق العملية العسكرية التركية التي جرى الحديث عنها في وقت سابق وتم وقفها لإفساح المجال للجهود الدبلوماسية؟