سوريا .. فنانون أم ميليشيا!
د.عبد القادر المنلا: انتصار فناني النظام لروايته هو انتصار عبودي وبيع للضمير
منذ أطلق دريد لحام ونجدت أنزور ابتهالات بأن يحمي الله المرشد الخامنئي وجنوده الذين أرسلهم إلى سوريا، اتضحت علائم مرحلة وضعت عنوانا للتوجه الفني والدور الذي من الممنوع أن يؤدَّى غيره، وهو تسويق بروباغندا النظام، أو عدم التعارض معها في الدراما.
ولكن من جهة ثانية شكل توجيه الفن والدراما بشكل خاص نحو تصوير بطولات الجيش وتقديس النظام ومن خلفه بشكل غير مباشر المحتل لم يكن ليتم دون إبعاد الفن عن دوره الثقافي المجتمعي مع مايعنيه ذلك من صعود مفهوم الولاء السياسي على حساب القيمة الفنية.
عسكرة السينما
واتجهت المؤسسة العامة للسينما والمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي إلى إنتاج أعمال ترسم صورة مختلفة عن الواقع الذي تعانيه سوريا وتجسيد محاربة ما أسموها “العصابات الإرهابية المسلحة مثل أفلام دم النخل لنجدت أنزور، ورجل وتابوت وثلاثة أيام وبانتظار الخريف وفيلم مسافر دمشق- حلب بطولة دريد لحام .
ولا تختلف أفلام نجدت أنزور ودريد لحام عن توجههما السياسي فقد كرست لتصدير رواية النظام واستغلال بيئة تلك الأفلام في مناطق كان لإيران وميليشياتها الدور الأبرز في السيطرة عليها مثل داريا وبرزة والقابون ومخيم اليرموك وحلب وغيرها
وإذا كان لم ينعكس في الدراما بشكل واضح تقديس الخامنئي أو ميليشياته فقد كانوا حاضرين في الأعمال الفنية من خلال ما قام به الجيش..
في الجانب الآخر وبالنسبة للقطاع الخاص فقد اتجه للحديث ضمن إطار الدراما الاجتماعية بعيدا عن رصد الواقع بعد سنوات الحرب المدمرة، مثل مسلسل باب الحارة الذي أكد منتجه محمد قبنض استمرار إنتاجه، لحين وصول أبطاله إلى إمكانية استخدام الهاتف النقال
توظيف الفنون
ورأى الفنان والإعلامي د. عبد القادر المنلا أن النظام ركز على جميع أنواع الفنون ووظفها في إطار بروباغندا إعلامية، مشيرا إلى أن من شارك بتلك الأعمال من الفنانين راهنوا منذ البداية على انتصار النظام، وبأنهم سيحصلون على امتيازات في مرحلة لاحقة.
وقال إن النظام استطاع أن يخدع الرأي العام المنتصر بالأساس لروايته ولا سيما تلك الدول التي حددت منذ البداية أن النظام حتى ولو كان ديكتاتوريا إلا أنه يحارب الإرهاب.
انتصار للعبودية
وأضاف د عبد القادر منلا أن انتصار فناني النظام لروايته هو انتصار عبودي وللمصالح، فقد باعوا ضميرهم ولم يلتفتوا إلى الكارثة التي ألحقها النظام بالسوريين.
وربط د.منلا بين عدم انتشار الأعمال الفنية القليلة والمؤثرة التي أنتجتها الثورة وبين الموقف السياسي للمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن بقاء نظام الأسد هي مصلحة للنظام العالمي.
وقال د. المنلا لم يعد هناك أعمال نستطيع أن نسميها فنية في سوريا بل هناك أعمال إيديولوجية دعائية بمعنى ليس المهم ما يطرح بقدر ما هو يؤيد رواية النظام، لافتا بهذا الصدد إلى مسلسل على صفيح ساخن.
وأضاف أن هناك محالات كثيرة لفضح رواية النظام، على الرغم من الإمكانيات البسيطة، في حين أن النظام يملك آلة إعلامية ضخمة.
دراما أسدية
ومن جانبه قال الممثل التلفزيوني والمخرج المسرحي نعمان حاج بكري إن النظام قد يكون نجح باستمالة بعض العرب وتصوير الواقع بشكل مغاير لما يجري على أرض الواقع، لكن ذلك يعود إلى تقصير شركات دراما محسوبة على الثورة ولم ترق لمستوى الحدث.
وأضاف أنه لا يوجد دراما سورية الآن بل هناك دراما أسدية تعمل على تلميع صورة جيش مهمته الأساسية هي حماية الوطن، وقام بقتل الأهالي وتدمير أحياء وبلدات ومدن.
وقال حاج بكري إنه لا يوجد فصل بين الموقف السياسي للفنان وعمله كفنان، متسائلا عن الأسباب التي تمنع فنانين شاركوا بأعمال تفضح الفساد، من اتخاذ موقف سياسي ضد النظام الظالم.
وأوجد إبعاد الفن عن دوره الثقافي المجتمعي مع مايعنيه ذلك من صعود مفهوم الولاء السياسي والمصالح على حساب القيمة الفنية بيئة فنية تتناسب معه ومنها العلاقات بين فنانين أو كتاب وبين الممسكين بالدراما الذين يمارسون سلوكاً ميليشاوياً كالابتزاز أو حمل فنانين على تقديم تنازلات.